20.2.08

في الممنوع 5/5/2006


صدق أو لا تصدق.. الأحزاب والقوي السياسية اللبنانية دخلت في جولة جديدة من الحوار فيما بينها.. لبحث الوضع السياسي المتأزم.. والذي بلغ أوج درجاته بدعوة سمير جعجع قائد المليشيات اللبنانية أثناء الحرب الأهلية اللبنانية إلي عزل الرئيس إميل لحود من منصبه.. ومطالبته القوي اللبنانية بالنزول إلي الشارع لإسقاطه وإبعاده عن قصر بعبدا!
القوي اللبنانية تقرر هذه الأيام مصير لحود.. هل يبقي أم يرحل؟
هل هذا معقول؟ وهل بلغت القوي السياسية هذه الدرجة من التحدي والقوة التي تجعلها تقرر مصير رئيس الجمهورية؟


لقد حذرت قوي لبنانية من بينها ميشيل عون والبطريرك صفير من الامتثال لدعوة جعجع.. كما حذرت من خطورتها علي إحداث فراغ سياسي في البلاد.. في حال استجابة القوي اللبنانية والشارع اللبناني لها.. وبخاصة قوي «المستقبل» بزعامة سعد الحريري.. الذي لا شغلة ولا مشغلة له سوي تحريض قوي الخارج وبخاصة الولايات المتحدة الأمريكية علي سوريا.. والإسراع بإسقاط نظام الحكم فيها انتقاماً من اغتيال والده رفيق الحريري

فهذا هو الموضوع الأول والوحيد علي جدول أعمال سعد الحريري في أي اجتماع وفي أي مكان يذهب إليه.
لكن يؤخذ علي الحيوية السياسية اللبنانية.. أن بعض القوي تربط حركتها بقوي خارجية وهذه نقطة ضعف خطيرة.. قد تصل إلي حد العمالة.
هذا المشهد اللبناني.. ماذا يقابله في المشهد السياسي المصري؟ يقابله أحزاب ميتة ولا وجود لها.. ولا حياة فيها.. وقوي المجتمع المدني هي الأخري دخلت غرفة البيات الشتوي.. ونسيت أو تناست قضية الإصلاح السياسي الذي كان شغلها الشاغل في العام الماضي.

ويبدو للمراقب أن كثيراً من هيئات المجتمع المدني تربط هي الأخري حركتها بضغوط الخارج.. فإذا تحرك الخارج وواصل ضغوطه علي الحكومة المصرية نشط المجتمع المدني وتفاعل مع هذه الضغوط وإذا اختفت ضغوط الخارج لسبب أو لآخر اختفي دور المجتمع المدني وتلاشي.

والحكومة وحزبها الوطني سعيدة بهذه الانفراجة غير الديمقراطية.. وسعيدة باختفاء أو بضعف حركة المطالبة بالإصلاح.. وسعيدة بحالة الانقسام والتشرذم التي تعاني منها الأحزاب.. وسعيدة بانتشار طوفان النكات السياسية والجنسية التي تظهر علي شبكة الإنترنت وعلي الموبايلات

حتي ولو كان الكثير من النكات يمس شخصيات سياسية كبيرة.. فالمصري يستخدم سلاح النكتة في انتقاد الحكومة وفي الضحك عليها.. والحكومة تضحك أيضاً وربما هي من تروج لها.
هذا هو حال لبنان.. اشتعال الموقف السياسي إلي حد الدعوة إلي عزل رئيس الجمهورية وهذا هو حالنا.. إننا مشغولون بإضحاك أنفسنا حتي لا ننفجر من الغيظ.

اللبناني يملك أعلي درجات الفعل السياسي وفي الوقت نفسه يعرف كيف يعيش الحياة وكيف يستمتع بها ويستملحها..
والمصري لا يملك أي درجة من الفعل السياسي.. ولا يعرف حتي كيف يعيش الحياة ولا أن يستملحها، فقط يعرف كيف يضحك علي الحكومة.. وعلي نفسه.. لكنه ضحك كالبكاء كما قال المتنبي

0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster