28.2.08

في الممنوع 5/5/2006

مثلما فعلت السفيرة الأمريكية في العراق مع الرئيس صدام حسين، وأعطت له الضوء الأخضر بمهاجمة إيران، وأوحت له بأن الإدارة الأمريكية لا تعترض علي ذلك، فعل كذلك كل من حبيب العادلي وزير الداخلية وصفوت الشريف مع الدكتور نعمان جمعة رئيس حزب «الوفد» السابق

الأول قال له: لماذا لا تدخلوا مقر حزب «الوفد» بالرغم أن معكم أحكاماً قضائية تسمح لكم بذلك.

والثاني قال: اعملوا أي حاجة علشان تدخلوا.

هذه الرواية وردت علي لسان أحمد ناصر عضو مجلس الشعب وعضو الهيئة العليا لـ«الوفد» والذي كان شاهداً علي هذه الواقعة التي تمت في مكتب صفوت الشريف بمجلس الشوري.

وبلع الدكتور نعمان الطعم مثلما بلعه صدام من قبل، واقتحم مقر الحزب في ١١ أبريل الماضي، ثم كان ما كان بعد ذلك من أحداث مؤسفة شوهت صورة الحزب العريق، وقضت تماماً علي مكانة وسمعة نعمان جمعة كرجل سياسي.

وليس هذا هو المهم، إنما المهم هو أن تصريحات أحمد ناصر جاءت لتؤكد ما سبق أن قلناه من قبل، عن وجود أصابع الدولة في حزب «الوفد»، وأنها تقف وراء محاولة تفجيره من الداخل، وخطورة هذه الأصابع في ظهور كل من وزير الداخلية ورئيس مجلس الشوري فيها.
ولولا أن نعمان جمعة وجماعته تجاوزوا السيناريو المرسوم والمعد لهم، ما كانت لجنة شؤون الأحزاب السياسية قد أصدرت قرارها بالاعتراف بشرعية إجراءات الجمعية العمومية التي انتخبت المستشار مصطفي الطويل رئيساً لـ«الوفد»، والسبب في صدور هذا القرار في تقديري، هو محاولة الدولة نفي أي أصابع أو تدخل لها في الصراع الدائر داخل الوفد.
إن هذه الواقعة أثبتت أن أصابع الدولة كانت وراء أحداث «الوفد»، كما أن أصابعها تقف وراء الكثير من الأزمات التي يعيشها المجتمع

المصري حالياً، إن لم يكن بشكل مباشر فبشكل غير مباشر، عن طريق عدم حسمها لهذه المشكلات أو عدم توفر الإرادة السياسية الراغبة في حلها، وكأن هناك في أجهزة الدولة وبين رجالها الكبار من هو المستفيد من اشتعال الأزمات، طبقاً للقاعدة المعروفة: إذا أردت التوصل إلي الجاني فابحث عن المستفيد.

ويبدو لي أن هناك مستفيدين من سياسة إشعال الأزمات في البلد، ولا يمكن لعقلي أن يفهم أو يستوعبب لماذا قام كل من وزير الداخلية ورئيس مجلس الشوري بتشجيع الدكتور نعمان جمعة علي اقتحام مقر حزب «الوفد» الذي وصل إلي حد التحريض

هل هذا التحريض تم لمصلحة الدولة أو بعض الأفراد أو الأجهزة بداخلها، أم تم لاعتبارات خاصة وشخصية؟ وإذا كان لاعتبارات شخصية، فما هي؟
إن ما قاله أحمد ناصر خطير، وإذا كان حقيقياً ما قاله، فإنه يستدعي الوقوف أمامه، إلا إذا كانت هناك أشياء تدبر في الخفاء، وأن عملية تخريب حزب «الوفد» تمت بقرار سياسي رفيع المستوي، لكن الطبخة فسدت بسبب حماقة جماعة الدكتور نعمان

0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster