16.2.08

في الممنوع 6/12/2005


منذ عامين وفي المؤتمر السنوي للحزب الوطني استحدثت أمانة السياسات بالحزب الوطني.. ليرأسها جمال مبارك.. ووقتها أعلن الدكتور زكريا عزمي أن هذه الأمانة هي عقل الحزب وهي كل شيء ـ علي حد تعبيره

وخلال هذين العامين تصرفت أمانة السياسات علي هذا النحو الذي تحدث عنه الدكتور زكريا عزمي.. فكانت تعد مشروعات القوانين في مطبخها.. وتدفع بها إلي البرلمان للموافقة عليها.. كما أرادتها الأمانة دون تعديل أو حذف أو إضافة إلا بعد الرجوع إلي الأمانة وإلي جمال مبارك.. والأدلة والوقائع التي تؤكد هذه الحقيقة كثيرة ويعرفها الجميع الآن

كما رسمت أمانة السياسات.. الخطط والأفكار والبرامج، ونقلتها إلي الحكومة عبر رجالها في مجلس الوزراء.. أو مباشرة من خلال الحزب.. ثم إلي الحكومة. وبلغ نفوذ أمانة السياسات أنها لعبت دوراً ملحوظاً في اختيار عدد من الوزراء في التشكيل الوزاري الأخير.. ثم توج هذا النفوذ في الانتخابات الرئاسية التي انفردت تقريباً بحصد نتائجها.. مع أن الأمر لم يكن في حاجة إلي كل هذا الجهد الذي بذل.. لأن النتائج كانت محسومة لصالح مرشح الحزب الوطني الرئيس مبارك.. فلا رئيس إلا الرئيس.. علي حد تعبير الدكتور يحيي الجمل

ثم حدثت انتكاسة كبري في الانتخابات البرلمانية الحالية.. أصيبت بها أمانة السياسات.. وسقط الكثير من رموزها الكبيرة وممن يسمون برجال جمال مبارك.. وهذا يستدعي وقفة ودراسة متأنية لمعرفة أسباب وتداعيات ما جري

لماذا سقطت الرموز الإصلاحية؟ وما دور الحرس القديم في سقوطها؟ وهل في مقدور أمانة السياسات بعد هذه الانتكاسة أن تقود الحزب في المرحلة القادمة، بعد هذا الضعف الذي ظهرت به في الانتخابات؟. فكل هذا الحشد الانتخابي.. والحديث عن المجمع الانتخابي.. وعقد العديد من المؤتمرات في محافظات الجمهورية لمناصرة مرشحي الحزب الوطني.. والتي شارك فيها جمال مبارك.. لم تسفر عن شيء.. بل كشفت عن غياب أمانة السياسات وغياب الحزب الوطني بالكامل عن الشارع وضعف تأثيره علي الناخب

وما جري دفع البعض إلي القول إن سيناريو توريث الحكم لم يعد له وجود.. وتم القضاء عليه تماماً.. هذا إذا ما كان هذا السيناريو عالقا في أذهان البعض.. ليس البعض من المتشككين.. ولكن البعض من الذين يعتقدون في صحة ملف التوريث.. من رجال جمال مبارك.. والذين يتصرفون علي أنه حقيقة.. لا خيال

الآن.. وبعد المشهد الانتخابي الحالي وما أسفر عنه من قراءة ونتائج.. سيكون من الصعب علي أمانة السياسات وعلي رئيسها جمال مبارك أن يقود ما يسمي بحركة الإصلاح داخل الحزب الوطني.. فضلا عن أن تركيبة البرلمان القادم.. لن تمكن جمال مبارك وأمانته من تمرير مشروعات القوانين، وكذلك تمرير السياسات.. التي كان في استطاعته تمريرها بسهولة ويسر في السابق

بعد عامين.. علي مقولة الدكتور زكريا عزمي.. هل نستطيع القول إن أمانة السياسات لاتزال هي عقل الحزب الوطني؟

كان زمان


0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster