20.2.08

في الممنوع 6/3/2006


جهود مشكورة التي بذلت لإنهاء خلافات وزير الإسكان السابق المهندس محمد إبراهيم سليمان مع الصحفيين، وتنازله عن جميع البلاغات المقدمة منه ضد عدد من الزملاء الصحفيين في صوت الأمة والفجر والعربي والمصري اليوم

ويمكن التعامل معها كنوع من اختبار حسن النوايا من جانب الدولة تجاه الصحفيين.. ومن الرئيس مبارك تجاه الوعد الذي قطعه علي نفسه منذ عامين بإلغاء عقوبة الحبس في قضايا النشر.. التي تقع بواسطة الصحفي وغير الصحفي.. أي أن أي مواطن عادي يقوم بالنشر في الصحف.. عبر بريد رسائل القراء أو كمقال يكتبه يعبر فيه عن رأيه أو رأي قاله في تحقيق أو حديث صحفي.. كل هذا يندرج تحت طائلة القانون


لكن هذه الخطوة يجب ألا تذهب إلي أبعد من ذلك.. فالتصالح بين إبراهيم سليمان ونقابة الصحفيين.. لا يعني أن القانون سوف يصدر قريباً.. ولا يعني أن مضمون هذا القانون سوف يلبي مطالب الصحفيين.. ولا يعني أن العقوبات التي سترد في القانون ستكون عادلة ومتوازنة.
هذه الخطوة مقطوعة الصلة بما سيأتي بعدها ويجب ألا يعطي لها الصحفيون أهمية أكبر من حقيقتها وحجمها.. وعليهم أن يستقبلوها بحذر شديد.. لأنها قد تشكل قرص المخدر أو حقنة المورفين.. التي سينتهي مفعولها خلال وقت قصير يصبح بعدها علي الصحفيين مواجهة الحقيقة، والدخول في اختبار نوايا جديد


حقنة المورفين هدفها تهدئة الأوضاع حتي موعد انتهاء القمة العربية القادمة.. ولأن الوضع السياسي الخارجي ملتهب ومعقد وحساس.. والإدارة الأمريكية تحاول إعادة ترتيب الأوضاع علي ضوء رغبتها في التصعيد مع إيران، وبالتالي فالأمر يتطلب قدراً من الهدوء والتركيز وعدم تصعيد قضايا الداخل إلي الخارج، كما أن هدف حقنة المورفين عدم إظهار الرئيس مبارك في صورة المسؤول الذي تخلي عن وعده.. وأنه لا يزال عند هذا الوعد، بالرغم من مرور عامين عليه


وتجربة الصحفيين مع أزمة القانون ٩٣ لسنة ١٩٩٥، المعروف بقانون اغتيال حرية الصحافة.. والذي سقطت أغلب مواده بفعل تضامن ووحدة الصحفيين.. وإن بقي سيف الحبس قائماً.. وهي العقوبة التي كانت قائمة قبل صدور القانون المشبوه

ثم سقط القانون ٩٣ بفعل عامل لا يقل أهمية في تقديري عن وحدة وتماسك الجماعة الصحفية.. وهو عامل الوقت.. فلولا اقتراب موعد القمة العربية في القاهرة عام ١٩٩٦ ما كانت الأزمة قد انفرجت وقتها.. لأن الموقف تأزم تماماً ووصل إلي حائط سد


مطلوب من الجماعة الصحفية الاستفادة من عامل الزمن.. وعليها أن تضغط بأقصي ما تستطيع من أجل إصدار القانون الجديد الذي وعد به الرئيس مبارك.. وألا تترك لحقنة المورفين أن تخدرهم إلي ما بعد القمة العربية القادمة في الخرطوم نهاية هذا الشهر.

هل هذا ممكن؟
نعم.. ممكن.. إذ يكفي أن يصدر رئيس الجمهورية تعليماته بسرعة إصدار القانون.. والدولة كلها ستنتهي منه خلال أيام، والمهم هو الطريقة والمضمون الذي سيصدر به.

وتقديري الخاص أن إعلان التصالح مع إبراهيم سليمان في هذا التوقيت تضمن خطأ تكتيكياً.. فليس المهم التصالح في عدد من القضايا.. فقد ترفع الحكومة في خلال أسبوع واحد إلي المحاكم.. خمسة أضعاف عدد القضايا التي رفعها إبراهيم سليمان ضد الصحفيين.
رب ضارة نافعة.. وعلي الجماعة الصحفية أن تتحرك سريعاً.. وألا تترك لحقنة المورفين أن تحدث مفعولها



0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster