20.2.08

في الممنوع 6/4/2006

في حفل عشاء دعا إليه صديق لي.. سألني أحد الأشخاص: أنت لست ضد جمال مبارك كشخص؟

أراد أن يسألني: هل أنت ضد جمال مبارك كشخص.. لكنه خفف صيغة السؤال وقال: أنت لست ضده؟
الطريقة التي صاغ بها السؤال، بها كثير من الذكاء لأن إجابته هي: إنني لست ضده كشخص، فالسؤال يحمل إجابته بداخله.

لكنني أضفت أنني ضد ترشيحه علي منصب رئيس الجمهورية بالقواعد والآليات الحالية، التي لا تسمح لأحد غيره، في ظل مواد الدستور وفي ظل وجود والده، أن يرشح نفسه.. أي أن جمال مبارك سيكون عملياً وفعلياً هو المرشح الوحيد، وجمال سينافس جمال.
وبعيداً عن السؤال وعن نية أو رغبة جمال مبارك في عدم ترشيح نفسه في أي انتخابات رئاسية قادمة، كما قال وصرح.. فإن الصورة التي ترسم له في الشارع وفي وسائل الإعلام هي صورة الرئيس القادم.. أو صورة الشخص الذي يعد لهذا المنصب الرفيع.

في الخارج - وأقصد به دول العالم الديمقراطي - تتم صناعة الرئيس وفق قواعد وآليات محددة تسمح لأي شخص بالترشيح.. ولا يستطيع أحد، بمن فيهم الرئيس نفسه إذا كان مرشحاً، أن يخرج عليها.. فإذا خرج عليها تعرض للسجن وللمساءلة.. فالرئيس في الخارج يأتي بإرادة شعبية وبانتخابات حرة.

أما في دول العالم الثالث، خاصة في عالمنا العربي، فالرئيس غالباً ما يأتي علي دبابة أو يختاره الرئيس السابق عليه أو تفرضه أجهزة الأمن، والشعب ليس له دخل بعملية اختياره أو وصوله إلي السلطة.

قد يستخدم اسم الشعب، وقد يتردد علي لسان الرئيس.. وأنه يعبر عن إرادة الجميع، الذين قالوا لا.. والذين قالوا نعم.. والرئيس في ذلك لا يقول الحقيقة، لأن انتماءه ليس للشعب، إنما للدبابة أو للأجهزة التي دفعت به إلي كرسي السلطة.
والآن تجري علي قدم وساق عملية صناعة جمال مبارك، لتولي هذا المنصب - دون أن تكون لديه النية أو الرغبة لذلك.

١- في أقل من خمس سنوات استطاع الوصول إلي منصب الأمين العام المساعد للحزب الحاكم.. وفكرة دخوله العمل السياسي والعام ظهرت من دعوة والده للشباب بالتقدم وبالتحرك.. فكان أول من استجاب لدعوة الرئيس هو نجله، أو كأن هذه الدعوة أطلقت خصيصاً لتبرير دخول نجل الرئيس إلي العمل السياسي


٢- يتمتع جمال مبارك بثقل سياسي، بحكم موقعه كأمين للجنة السياسيات بالحزب الحاكم، ثم بحكم قربه من مؤسسة الرئاسة، لا يتمتع به أي شخص آخر داخل الحزب، حتي أمينه العام، كما لا يتمتع به أي شخص آخر في الدولة، ولا حتي كبير الوزراء

٣- حالة الخوف والرعب أحياناً تسيطر علي المحيطين به والمقربين منه، عند التعامل معه، وقد لمست ذلك بنفسي.. كيف ينتفضون من علي الكراسي عندما يتحدثون إليه تليفونياً، فهم لا يسمحون لأنفسهم بالحديث جلوساً معه، حتي ولو عبر التليفون


وفي الحديث التليفزيوني الذي ظهر فيه مؤخراً، أجرت السيدة مني ذوالفقار، المحامية الشهيرة، مداخلة معه علي الهواء، وكانت تنادي له خلالها بالأستاذ جمال، وعقب عليها بقوله: أهلاً «مني»، مجرداً من كلمة أستاذة، ثم أضاف: نحن نعرف بعضنا، وتحدثي معي بكلمة «جمال»، لكنها - أي مني ذو الفقار - لم تجرؤ علي ذلك، وظلت تردد كلمة أستاذ قبل كلمة جمال، لأنها تدرك أن هناك فروقاً بينهما، وأنها ليست بالغباء لكي تقع في هذا الخطأ، وتعرف في داخلها أنها تتحدث عن رئيس مصر القادم.. بل تتعامل معه علي هذا الأساس.

٤- كل من يتابع مسيرة جمال مبارك عبر وسائل الإعلام المحلية والأجنبية يدرك أن وراء تلميعه، تقديمه في صورة الرئيس القادم، وبالرغم من كل هذه الحقائق، فإن جمال مبارك ليست لديه النية أو الرغبة في ترشيح نفسه علي منصب الرئيس


0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster