16.2.08

في الممنوع 7/1/2006


إذا أردنا الحكمة، فلنتعلمها من الأزمة الصحية التي تعرض لها آرييل شارون.. وإذا أردنا الإصلاح واستخلاص النتائج والعبر.. فأمامنا درس شارون لمن يريد أن تنصلح أحواله ويتعظ ويعبر بنا إلي المستقبل المنظور.. وليس المستقبل المظلم

والدرس الذي نتعلمه هو الاعتراف بخطأ تجربة تعديل المادة ٧٦ من الدستور بالطريقة التي تمت بها.. والاعتراف بأن هذه المادة المشوهة في حاجة إلي تعديل جديد

تعديل يلغي شرط نسبة الـ ٥% التي يحصل عليها أي حزب سياسي لكي يرشح أحد قياداته في انتخابات الرئاسة.. فالحزب الوحيد الذي تنطبق عليه هذه الشروط هو الحزب الوطني الحاكم.. كما تنطبق هذه النسبة علي جماعة الإخوان المسلمين.. والحكومة والحزب الوطني يقولان عنها إنها ليست حزباً سياسياً.. وإنها جماعة محظورة وبالتالي ليس من حقها أن تدفع بأحد أعضائها إلي انتخابات الرئاسة.. والجماعة نفسها لا تفكر في ذلك.. ولا تطمح في الوصول إلي كرسي الرئاسة الآن

أي أن الأمر سيقتصر في النهاية علي الحزب الوطني وحده.
وبعيداً عن الأحزاب، فقد اشترطت المادة ٧٦ بعد التعديل - لمن يرغب في ترشيح نفسه - الحصول علي أصوات ٢٥٠ نائباً في مجلسي الشعب والشوري والمجالس المحلية في عشر محافظات علي الأقل.. وهو شرط تعجيزي ومستحيل تطبيقه.. إلا في حالة واحدة

أي أنه لا توجد طريقة للانتقال السلمي للسلطة.. سوي باستمرار الحزب الوطني في الحكم.. فإذا خلا منصب رئيس الجمهورية لأي سبب.. فلن تجري انتخابات رئاسية تنافسية.. وستكون الانتخابات مقصورة علي مرشح وحيد للحزب الوطني.. إلا إذا نافس الحزب الوطني نفسه، أي سمح بنزول مرشح أساسي وآخر احتياطي.. وكلاهما - الأساسي والاحتياطي - ينتميان إلي الحزب الوطني.. وتصدر الأوامر للاحتياطي بالهزيمة بالضربة القاضية أمام الأساسي

درس شارون في أنه يعطي لنا الأسس والمعايير التي علينا تعلمها واتباعها.. وهي ضرورة ادخال تعديل سريع وجديد علي المادة ٧٦ من الدستور

تعديل يلغي الشروط التي وردت في التعديل الأول.. ويسمح بإجراء انتخابات تنافسية بين الأحزاب والقوي السياسية في جميع الظروف والاحتمالات.. فلا خلاف علي أن شارون هو الرجل القوي في إسرائيل والمتحكم في قواعد اللعبة السياسية.. وهذا الرجل القوي يرقد الآن في المستشفي ويصارع الموت.. وأصيب بسكتة دماغية أدخلته في غيبوبة مستمرة، قد لا يفيق منها

ومع ذلك فالسلطة انتقلت إلي نائبه بيسر وسهولة.. والانتخابات التشريعية ستجري في موعدها «٢٨ مارس المقبل»، ويمكن التكهن باسم خليفة أو خلفاء شارون.. واسم هذا الخليفة لن يفرضه حزب أو تفرضه المؤسسة العسكرية الإسرائيلية.. بل سيختاره الإسرائيليون من بين مرشحين آخرين.. أين نحن في مصر من هذا الكلام الواضح والصريح والشفاف؟
هل نقول: «شارون هو الحل»؟


0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster