20.2.08

في الممنوع 8/3/2006


يبدو لي دائماً الدكتور إبراهيم البحراوي في صورة الرجل حسن النية.. فهو حسن النية في الأشياء التي تستحق أو تتوفر فيها شروط حُسن النوايا.. كما أنه حسن النية في الأشياء التي تتطلب عدم افتراض أي قدر من حُسن النوايا.

إسهال اسمه حُسن النوايا أصاب الصديق الدكتور البحراوي.. والتشاؤم كما قال مرض قد يصيب البعض منا.. وحُسن النوايا أيضاً مرض قد يكون أشد خطورة علي الصحة العامة وأكثر فتكاً.. عندما نأخذ الفرصة ثم الفرصة حتي المرة الألف.. وفي كلٍ تتكشف لك الحقائق عن أن حُسن نواياك لم تكن في محلها.. وأن الواقع يصدمك بشئ آخر.. لكنك لا تراه.. أو تريد أن تري صورة أخري هي التي بداخلك.. والتي تدور في خيالك.

الدكتور البحراوي قرأ تصريحات الرئيس مبارك الأخيرة علي نحو مغاير.. لما تقوله وتكشف عنه تلك التصريحات من مواقف ومعان.. فهو لا يري في قول الرئيس مبارك بأنه لا تغيير في الدستور.. تراجعاً عن فكرة الإصلاح السياسي والدستوري في البلاد.. وأن من يدعي ذلك علي الرئيس يري النصف الفارغ من الكوب، وأنه صاحب نظرة تشاؤمية.. ويمتد هذا التصور أو حُسن النية لدي الدكتور البحراوي حول بقية التصريحات.. من أن التغيير يفتح الباب أمام الشائعات.. وأنه لا تعديل في نسبة العمال والفلاحين.. إلخ


من وجهة نظر الدكتور البحراوي، أن كل شيء عال العال، وأن برنامج الرئيس مبارك للإصلاح يسير علي قدم وساق ووفق الخطة المرسومة.. وأنه لا يوجد تراجع عنه.. وأن أمانة السياسات برئاسة أمينها الشاب جمال مبارك.. التي يحمل الدكتور البحراوي عضويتها.. تُجري مراجعات شاملة علي سياسات الحزب والحكومة بهدف تهيئة المناخ لتنفيذ برنامج الرئيس الانتخابي.. إلي آخر حُسن النوايا التي أغرق الدكتور البحراوي نفسه فيه.
والدكتور البحراوي بحسن نية وضع أمانة السياسات وأمينها الشاب.. فوق مؤسسات الحزب الحاكم وفوق الحكومة.. فهل يوضح لنا الدكتور البحراوي من أين اكتسبت هذا الحق؟ ومن الذي أعطاها هذه السلطات والصلاحيات.

وحتي لا نتحدث عن بديهيات.. فإن قول الرئيس مبارك بأنه لا تغيير في الدستور.. ماذا يعني؟ يعني مصادرة علي حق كل صاحب رأي يطالب بضرورة تغيير الدستور.. بل ومصادرة علي رأي ٧٠ مليون مصري لم يفوض أحد منهم الرئيس في الحديث باسمهم؟
من أعطي الرئيس مبارك الحق في أن يتحدث باسم ٧٠ مليون مصري ليقول: لا تغيير في الدستور.. ومن أعطاه الحق في أن يبقي علي نسبة العمال والفلاحين.
هل منصبه كرئيس للجمهورية يعطيه هذا الحق.

قد يرد الدكتور البحراوي.. نعم إنه رئيس الجمهورية.. وأعلي منصب في البلاد.. وإذا لم يتحدث الرئيس باسم ٧٠ مليون مصري.. فهل تعطي لنفسك الحق أو لغيرك في الحديث باسمهم؟
لا.. يا سيدي.. ليس من حقي ولا من حق أي شخص آخر أن يتحدث باسم الشعب المصري.. كما أن رئيس الجمهورية ليس من حقه مصادرة رأي الشعب والتحدث باسمه في أمر مثل هذا.. إلا إذا كنا بصدد نظام حكم فردي ديكتاتوري.. لا رأي فيه لأحد سوي رأي الحاكم.
هذا هو جوهر الخلاف يا دكتور بحراوي.. وليس حول أنك متفائل وغيرك متشائم.

الخلاف حول سلطات وصلاحيات رئيس الجمهورية.. وما هي حدود تلك السلطات والصلاحيات؟ ومتي يحق لرئيس الجمهورية التحدث باسم الشعب.. ومتي لا يحق له ذلك؟ هذا إذا كنا نبغي الإصلاح ونبغي الانتقال من حكم فردي ديكتاتوري إلي نظام حكم ديمقراطي تعددي


0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster