28.2.08

في الممنوع 9/4/2006

مهنياً وقانونياً وأخلاقياً.. هل من حق صحيفة «الأهرام» نشر إعلان علي مساحة تقترب من نصف الصفحة.. يعلن فيه صاحبه مالك العبارة الغارقة «السلام ٩٨» التي أودت بحياة ما يقرب من ١٠٠٠ مواطن، أن الشركة بريئة مما حدث، وأنه لا مسؤولية قانونية أو جنائية علي المهندس ممدوح إسماعيل، مالك العبارة؟ وهل يجوز نشر هذا الإعلان قبل انتهاء النائب العام المستشار ماهر عبدالواحد من إعلان نتائج التحقيقات التي تجريها النيابة العامة؟

لقد جاء في الإعلان المنشور علي الصفحة الثالثة من «الأهرام» عدد أمس ما يلي :

يسعد شركة السلام للنقل البحري، أن تعلن للجميع عن انتهاء هيئة التأمين الإنجليزية من فحصها الفني لحادث العبارة السلام ٩٨، وكذلك انتهاء تحقيقاتها التي استوجبت دعوتها للسيد رئيس مجلس الإدارة المهندس ممدوح إسماعيل، وأسفرت التحقيقات عن صدور تقريرها الذي انتهي إلي سلامة وصلاحية وكفاءة أجهزة العبارة.. معداتها وتجهيزاتها، واستعدادات ومعدات الإنقاذ والسلامة بها، وكذلك مطابقة وسلامة ودقة جميع الموافقات والشهادات وتقارير الصلاحية الفنية الصادرة للعبارة عن الجهات الرسمية والدولية


وانتهي التقرير إلي التصديق علي اعتماد صرف التعويضات والتأمينات المقررة للمستحقين في الحادث، والتي يتابع السيد ممدوح إسماعيل حالياً في لندن صرفها وتدفقاتها النقدية.
أي أن ممدوح إسماعيل حصل علي البراءة بشهادة هيئة التأمين الإنجليزية، ولسؤاله في التحقيقات التي تجريها، وأن تلك التحقيقات أثبتت براءته من الاتهامات التي تلاحقه


لقد اغتصب «الأهرام» بنشره هذا الإعلان، سلطة النائب العام الذي لم يعلن بعد انتهاء تحقيقات النيابة حول الحادث، وتجاهلت وزارة النقل ووزيرها الهمام المهندس محمد منصور الذي أعلن منذ أيام، أنه لن يرتاح ولن يهدأ له بال، وأقسم بالله العظيم ثلاثاً، بأنه سوف يلاحق ويطارد ممدوح إسماعيل حتي ولو كان في «المريخ» مع أنه يعرف أنه هارب إلي لندن وليس إلي المريخ أو زحل!
لماذا لم يعلن وزير النقل هذا التقرير؟ ولماذا لم تنته التحقيقات التي تجريها النيابة العامة من عملها إذا كانت هيئة التأمينات الإنجليزية قد برأت ممدوح إسماعيل من المسؤولية عن غرق العبارة وعن مقتل ١٠٠٠ مواطن دفعة واحدة؟!
هل صحيح كما جاء في نهاية الإعلان، أن كل ما نشر وقيل وتردد حول جريمة العبارة «السلام ٩٨» هو مجرد شائعات زائفة منسوبة إلي مصادر مجهولة؟! وهل ممدوح إسماعيل يستحق منا بعد إبراء ذمته أن نعتذر له عما بدر منا في حقه؟ وأن من حقه الآن أن يلاحق الصحف التي هاجمته وانتقدته؟
ممدوح إسماعيل بعد نشر إعلان «الأهرام» أصبح هو البريء.. والقتلي هم الجناة.
هل إعلان «الأهرام» تجاري أم سياسي؟ وهل «الأهرام» قام بنشره بعد استطلاع رأي جهات سيادية في الدولة؟
هل يقول لنا أحد ما الذي يجري في مصر؟ وهل الفساد وصل إلي هذه الدرجة من القذارة والانحطاط، الذي يسخر فيه هذا الإعلان من دم الضحايا والأبرياء؟

0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster