28.2.08

في الممنوع 9/5/2006

السيد/..... اسمح لي أن أذكر لكم بعض الحقائق الخاصة بعقار الأنسولين المستخدم في علاج مرضي السكر في ضوء ما أثير مؤخراً عن أنواع الأنسولين المتاحة في مصر حالياً.. والتي تنتج عن طريق الشركة القابضة للمستحضرات الحيوية واللقاحات

١- مرض السكر من الأمراض التي تنتشر الآن بصورة شبه وبائية علي مستوي العالم، كما أعلنت ذلك منظمة الصحة العالمية، وكذلك في مصر ومعظم البلاد العربية، وهو من الأمراض الخطيرة التي إن أهمل علاجها، فإنها تلحق أفدح الضرر بالمريض وأسرته والمجتمع بأسره اجتماعياً ونفسياً واقتصاديا وبالطبع صحياً

٢- لا توجد إحصائيات دقيقة عن مرض السكر في مصر حتي الآن، علي الرغم من وجود العديد من الجمعيات والمجموعات المهتمة بهذا المرض ووجود معهد قومي للسكر، وعلي الرغم من عقد العشرات من المؤتمرات التي تتحدث عن هذا المرض سنوياً، وهذه في تقديري كارثة كبري، فمن المستحيل أن نخطو خطوة واحدة لحل المشكلة ـ أي مشكلة ـ بغير أن تكون لدينا أبعاد حقيقية وتفصيلية عنها

٣- الأنسولين هو العلاج الوحيد الآمن والفعال حتي الآن لهذا المرض وتوافره يمثل مسألة حياة أو موت للكثيرين من مرضي هذا المرض، وتحتكر معظم صناعة هذا الدواء علي مستوي العالم شركتان، إحداهما أمريكية والأخري دنماركية، وهما تعتمدان علي أسلوب الهندسة الوراثية في تخليق ما يسمي بالأنسولين البشري، وقد حدثت أزمة في توفر هذا الأنسولين منذ عدة سنوات مع ارتفاع سعر الدولار ولم تجد الدولة وقتها حلاً إلا محاولة توفيره من مصادر أخري حتي فوجئنا خلال شهور قليلة، بظهور ما يسمي بالإنتاج المصري من الأنسولين وتم توزيع مئات الآلاف من العبوات علي جميع المستشفيات التابعة لوزارة الصحة بأسماء مختلفة وأشكال متباينة، والغريب أن بعضها كان يحاول التشبه بشكل العبوة الخارجية للأنسولين الأصلي، مما قد يوحي للمريض بأنه لم يتم تغيير نوع الأنسولين، وهذا يمثل في رأيي خداعاً متعمداً لجمهور المرضي


٤- أثبتت الممارسة اليومية في التعامل مع هذه الأنواع الجديدة من الأنسولين، عدم فاعليتها إلي حد كبير، واشتكي العديد من المرضي من عدم جدوي استخدام هذه الأنواع في التحكم في مستوي السكر بالدم، ويبدو أن إقناع القيادات بأن مشكلة الأنسولين قد حلت كان له الأولوية والاعتبار فوق كل شيء بما في ذلك صحة المواطن المصري.
إنني أطالب بما يلي :

أولاً: تشكيل لجنة علي أعلي مستوي من مسؤولي الرقابة الدوائية والصيدلة لفحص كل أنواع الأنسولين غير الأصلية المتوافرة في مصر والاستعانة إذا لزم الأمر بالخبرة الأجنبية في هذا المجال

ثانيا: في حالة ثبوت عدم فاعلية بعض هذه الأنواع، فإنني أطالب بإحالة كل المسؤولين علي مختلف المستويات إلي المحاكمة الجنائية، فالجريمة في هذه الحالة أصابت المريض المصري بأسوأ أنواع المضاعفات علي المدي الطويل، وهنا تكمن الخطورة الحقيقية، فالسكر بطبيعته من الأمراض الخبيثة التي لا تظهر مضاعفاتها الخطيرة إلا بعد سنوات طويلة.

ثالثا: أطالب الأخ الأستاذ الدكتور حاتم الجبلي وزير الصحة بأن يبدأ في أسرع وقت بوضع خطة قومية محددة الأجل لوضع خريطة تفصيلية لهذا المرض بالتعاون مع الجامعات وجميع الهيئات العلمية المهتمة بهذا الموضوع

رابعا: قدمت منذ حوالي عامين اقتراحاً مفصلاً بمشروع يهدف إلي الكشف المبكر عن هذا المرض، وعلي الرغم من الصعوبات التي واجهتنا، فإننا عقدنا في وزارة الصحة سلسلة من الاجتماعات أسفرت عن بعض النتائج الخطيرة الخاصة بهذا المرض في محافظات مصر المختلفة، والتي لم تعلن بعد، وهذا المشروع الوليد في حاجة إلي رعاية مكثفة من الأخ الدكتور حاتم الجبلي وأن تعلن نتائجه علي الرأي العام من أجل وضع حد لانتشار هذا المرض الخطير

التوقيع: د. صلاح الغزالي حرب ـ وكيل كلية طب قصر العيني والرسالة ليست في حاجة إلي تعليق مني.. إنما تحتاج إلي فتح هذا الملف الذي يتعلق بصحة الملايين من المصريين


0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster