20.2.08

في الممنوع 28/3/2006


من استمع إلي تصريحات القادة والرؤساء العرب، خاصة التي خرجت من القاهرة خلال الأسبوعين الماضيين، قال: إن قمة الخرطوم التي تعقد صباح اليوم، هي من أهم القمم العربية، وأن إرادة القادة العرب توحدت واتفقت علي الخروج بقرارات مهمة في الشأن العراقي، وفي القضية الفلسطينية، وفي أزمة إقليم دارفور.

لكن هذه الإرادات توارت واختفت قبل عقد القمة بثلاثة أيام فقط، فقد غاب عن القمة ستة من القادة العرب، وهذا طرح التساؤل حول الجدوي من عقد هذه القمة، ولماذا تعقد أصلاً؟ وما هي النتائج المرجوة منها، والقرارات المنتظر صدورها عنها؟

ونفس الكلام تقريباً يقال عن القمم العربية السابقة، لكن الجديد في قمة الخرطوم، هو حالة الحراك والتصريحات المتفائلة التي سبقتها، ثم اكتشف الجميع أنها لا تختلف عن غيرها من القمم السابقة.
ففيما يخص أزمة دارفور التي أرجعها الرئيس السوداني عمر البشير قبل أيام إلي سرقة «جمل»، قرر مجلس الأمن إرسال قوات دولية إلي الإقليم، بديلاً عن قوات الاتحاد الأفريقي، فما الذي تستطيع قمة الخرطوم أن تفعله بعد قرار مجلس الأمن؟

وفيما يخص القضية العراقية، تشير الأنباء إلي اتفاق كل من الولايات المتحدة الأمريكية وإيران علي إبرام مباحثات بينهما للوصول إلي اتفاق ينهي دائرة العنف التي تزداد اشتعالاً يومًا بعد يوم، وبعد أن توصلت الإدارة الأمريكية إلي حقيقة، أنه بدون إيران، فلن تستطيع وقف دائرة العنف في الشارع العراقي، فما الذي تستطيع أيضاً أن تقدمه قمة الخرطوم في الملف العراقي؟

وفيما يخص القضية الفلسطينية، فقد طرح إيهود أولمرت رئيس الوزراء الإسرائيلي بالإنابة، خطته لفصل مدينة القدس عن الضفة الغربية، بما يشكل تهديداً للمسجد الأقصي، ومحاولة لفرض الحل الإسرائيلي من طرف واحد دون حساب لوجود شريك فلسطيني، فما الذي ستقوله القمة العربية في هذا الشأن، وما الذي يمكن أن تقدمه للشعب الفلسطيني غير الوعد بتقديم المساعدات المالية التي غالباً ما تتقلص تدريجيا، ولا يبقي منها سوي الكلام والوعود

الوحيد المتفائل، وسط هذه الصورة الضبابية، والذي يري أن الوضع العربي يتحسن، هو عمرو موسي الأمين العام للجامعة العربية، وهو معذور في تفاؤله، فلماذا التجديد له لفترة ثانية إذا لم يكن متفائلاً، وما معني قبوله للاستمرار في منصبه إذا لم يطرح وعوداً تبرر هذا التفاؤل؟ بينما الحقيقة المرة هي أن القادة العرب لا يملكون الإرادة السياسية لفعل شيء.. في أزمة دارفور.. أو قضية العراق، أو فلسطين.. وهذا ما يجعل قمة الخرطوم صورة أخري بالكربون من بقية القمم العربية التي سبقتها

0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster