15.3.08

في الممنوع 10/9/2006


لماذا تدهور حال التعليم الأزهري في مصر؟

تدهور بسبب الأفكار التي يتبناها ويدعو إليها فضيلة الدكتور محمد سيد طنطاوي، شيخ الجامع الأزهر، والمسؤول الأول قانونيا ودستورياً عن التعليم في الأزهر.. والتي تتعارض مع الأسس والقواعد الحديثة التي يقوم عليها التعليم في العالم كله.

من بين هذه الأفكار.. التصريحات التي أدلي بها للزميل أحمد البحيري في «المصري اليوم» في عدد أمس.. والتي رفض فيها النزول عن سن القبول بالمعاهد الأزهرية عن ٥ سنوات و٩ أشهر لأي سبب، وبرر ذلك بأن العبرة ليست بالالتحاق بالتعليم في سن مبكرة، وأن الطالب كلما كبرت سنه عند الالتحاق بالدراسة، زادت قدرته علي الاستيعاب والتحصيل.

وضرب شيخ الأزهر ـ وليته ما ضرب ـ مثالاً علي نفسه.. وقال: إنه التحق بالمعهد الابتدائي الأزهري وعمره ١٤ عاماً، واجتهد في التعليم حتي أصبح شيخاً للأزهر.

هل معقول ما يقوله فضيلة شيخ الأزهر في عام ٢٠٠٦؟! وهل يقيس المعايير والقواعد التي يقوم عليها التعليم الحديث بالظروف وبالنشأة والبيئة التي عاش وتربي فيها والتي اضطرته إلي محو أميته في سن الرابعة عشرة.. والتي تتعارض كلياً مع الأفكار التي لايزال يؤمن بها ويدعو إليها؟!

إن قدرة التلميذ علي التحصيل في سن مبكرة، تزداد عنها إذا تأخر عن بداية هذا التحصيل.. بدليل أن الأطفال في عمر الخامسة والسادسة يستطيعون التعامل مع الكمبيوتر بكفاءة أعلي وقدرة أكبر علي التحصيل من رجل يبلغ سن الأربعين أو الخمسين أو السبعين عاما، حتي ولو كان وزيراً أو شيخاً للجامع الأزهر.

وليس معني أن فضيلة شيخ الجامع الأزهر التحق بالتعليم الابتدائي الأزهري في سن الرابعة عشرة، أن هذا يصلح لأن يكون نموذجاً وقدوة.. يمكن القياس عليهما.. بل إنه نموذج غير قابل للتكرار ولا يمكن القياس عليه، كما أن الوصول إلي المناصب الرفيعة في الدولة، علي مستوي كرسي الوزارة أو علي مستوي الأزهر أو علي أي مستوي آخر، ليس له علاقة بمستوي الثقافة والتعليم والذكاء الذي يتمتع به هذا المسؤول أو ذاك.. فليس كل من تولي منصب مفتي الجمهورية مثلاً هو أكثر علماء الأزهر علماً وثقافة ورجاحة، عقل.. ونفس الشيء يسري علي منصب شيخ الأزهر.. مع كل التقدير والاحترام لتلك المناصب.

والعزاء للدكتور سيد طنطاوي في تدهور أحوال التعليم الأزهري، هو أن مستوي التعليم كله في تدهور هو الآخر.. ويسير من سيئ إلي أسوأ.. وهذا التدهور ليس مسؤولاً عنه شيخ الأزهر.. ولا يرجع إلي أفكار فضيلته.. إنما يرجع إلي أفكار رجال آخرين جلسوا علي كرسي وزارة التربية والتعليم.. وحولوا التعليم إلي حقل تجارب لهم ولسياساتهم الفاشلة.
وإذا أراد فضيلة الدكتور سيد طنطاوي أن يقدم خدمة جليلة للأزهر الشريف، فهي أن يبتعد عن التدخل في شؤون التعليم الأزهري

0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster