19.3.08

في الممنوع 1/12/2006


لا أحد يعرف من الذي يحكم مصر الآن! هذه العبارة وردت علي لسان الدكتور محمد سليم العوا في الحوار الذي أجرته معه صحيفة «الكرامة» في عددها الأخير، وهي عبارة ترد علي ألسنة كثير من السياسيين والمشتغلين بالعمل العام.. ويقصد بها.. أن أحداً لا يعرف كيف يصدر القرار في مصر! فالطريقة التي يصدر بها.. غامضة وغير واضحة

ما نصيب مؤسسة الرئاسة، وما نصيب أمانة السياسات بالحزب الوطني. وما نصيب باقي المؤسسات والأجهزة في الدولة

مثال: الجامعات المصرية من الذي يرسم سياستها الحالية؟ هل الحكومة ممثلة في وزير التعليم العالي أم أجهزة الأمن هي التي تتولي إدارتها؟

ماهي الجهة التي أصدرت قرار السماح للبلطجية باقتحام أبواب جامعة عين شمس؟ هل هي وزارة التعليم العالي أم جهة غيرها؟

مثال آخر: عند تعديل المادة ٧٦ من الدستور التي أجريت علي أساسها الانتخابات الرئاسية الأخيرة.. تدخلت أمانة السياسات بالحزب الوطني بقوة لإجراء بعض التعديلات علي الشروط الواجب توافرها في الشخص الذي يرشح نفسه للرئاسة.. والتزمت الحكومة بها.. والبرلمان دوره اقتصر علي الموافقة عليها

لكن هذا المثال يكشف عن الدور الكبير الذي تلعبه أمانة السياسات.. وكيف كان رأيها حاسماً في إدخال بعض التعديلات علي المادة ٧٦ من الدستور.
وبالرغم من أهمية السؤال عن معرفة من الذي يحكم مصر الآن؟ فإن السؤال الأهم في رأيي هو ما أصبح يتردد بقوة.. عن أن الرئيس حسني مبارك في داخله.. لا يرغب في الإصلاح السياسي.. ويقاومه.. ويرفض فكرة التغيير.. أو إجراء تعديلات دستورية تسفر عن تغيير جوهر نظام الحكم.. وأنه يرغب في بقاء السلطة بالكامل في يد رئيس الجمهورية.. فهذا هو الذي يعرفه.. وهذا هو ما تعود عليه ومارسه خلال ٢٥ عاما.. كما أن هذه هي الثقافة التي يعرفها خلال سنوات عمله.. فكيف يقتنع بغيرها وهو في هذه السن المتقدمة من العمر؟ وكيف يقتنع بفكرة تداول السلطة بين القوي السياسية.. وهو في داخله يؤمن ببقاء رئيس الجمهورية في السلطة مدي الحياة؟

لذا فأي إصلاح سياسي.. سوف يسفر عن إجراء إصلاحات علي الشكل فقط دون الجوهر

والسؤال المحير: كيف نفسر إذن ما يطرح حول عدم معرفة من الذي يحكم مصر الآن؟ وكيف يصدر القرار؟

والإجابة ليست محيرة: فبعد مرور ٢٥ عاماً علي بداية أي نظام حكم.. ومع بقاء استمرار بقاء نفس رجال النظام في السلطة.. تظهر قوي جديدة ترغب في أن تلعب دوراً لحسابها.. مثل أمانة السياسات.. وهناك قوي أخري من داخل السلطة تقاوم ذلك لأن زيادة نفوذ أمانة السياسات تقلص من دورها ومن مكانتها

ودوام الحال من المحال

0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster