7.3.08

في الممنوع 13/5/2006

كل من اطلع علي الصور التي نشرتها «المصري اليوم» في عدد أمس عن قيام قوات الأمن المركزي مع البلطجية، بتطويق المظاهرات التي خرجت للتضامن مع القضاة.. تساءل: هل هؤلاء مصريون؟ وهل يحملون الجنسية المصرية؟ وهل تجري في عروقهم دماء تنبض بحب مصر، والإخلاص لها والولاء للوطن؟

كل من شاهد صور الضرب بالحذاء والركل والسحل علي الأرض من قوات الأمن، للنشطاء السياسيين المشاركين في تلك المظاهرات.. تساءل: هل يدري هؤلاء حقيقة ما يفعلون؟ وما يفعل بهم؟ وحقيقة الجريمة الكبري التي يرتكبونها في حق مواطنين مصريين يشاركونهم في ملكية هذا الوطن؟

لماذا كل هذه القسوة وهذا العنف وهذه الهمجية ضد مواطنين مصريين.. كل ما فعلوه هو أنهم مارسوا حقهم في التعبير عن أنفسهم بالتظاهر السلمي.. وهو حق مشروع كفله القانون والدستور والمواثيق الدولية التي وقعت عليها مصر؟ علي أي شيء يتعرضون للإهانة والضرب والاعتقال وتقييد حريتهم؟

هل سأل أفراد قوات الأمن أنفسهم هذه الأسئلة؟ هل لديهم عقول لكي يدركوا الإجابة عنها؟ هل هم يتلقون الأوامر والتعليمات دون التفكير في تبعات ذلك؟ هل فكروا قبل أن يتحولوا إلي وحوش مفترسة.. لا إنسانية ولا آدمية فيها.. وكل ما فكروا فيه هو نهش لحم الفريسة وإهدار كرامتها؟ هل هي لقمة العيش المغموسة في الإهانة والذُل؟

من الذي أُهدرت كرامته في تلك الصور؟ هل هو الضحية أم الجلاد؟ ومن الرجل الحقيقي فيها؟ إن الجلاد تحول إلي وحش كاسر.. مجرد من أي كرامة.. والضحية تحول إلي أسطورة ورمز للحرية والكرامة الإنسانية.

هل لي أن أتوجه إلي السادة نواب الحزب الوطني الذين وافقوا علي تمديد العمل بقانون الطوارئ.. وإلي كبيرهم الدكتور أحمد فتحي سرور بالسؤال: هل ضمائركم مستريحة الآن؟ وهل هذا هو الوعد الذي قطعته الحكومة أمامكم بأنها لن تستخدم قانون الطوارئ سوي في مكافحة الإرهاب والمخدرات؟

هل الذين شاركوا في تلك المظاهرات من تجار المخدرات؟ وهل هم أعضاء في منظمات إرهابية؟ لقد سألت الدكتور فتحي سرور منذ حوالي عام تقريباً: هل هناك مبررات تدعو إلي مد العمل بقانون الطوارئ؟ فقال: إن موافقة مجلس الشعب مرتبطة ومرهونة بما أعلنته الحكومة وبما تعهدت به.. من أنها سوف تقصر العمل بقانون الطوارئ علي أغراض محددة؟

فهل للدكتور سرور ولكل النواب الذين وافقوا علي مد العمل بقانون الطوارئ لمدة عامين قادمين، أن يسألوا الحكومة: لماذا لم تحترمي إرادة نواب المجلس؟ ولماذا خالفتي الوعد والعهد؟ وهل يشعر نواب الحكومة وكبيرهم فتحي سرور، بتأنيب الضمير، وبأنهم تم خداعهم والضحك عليهم؟ وهل يقومون بمحاسبة الحكومة علي تجاوزها، ويطلبون منها وقف تلك التجاوزات والانتهاكات في حق المواطن المصري؟ وإذا لم تستجب الحكومة لتحذيرهم.. يعقدون جلسة طارئة، يعلنون فيها سحب تفويضهم بمد العمل بقانون الطوارئ.. وبعزل وزير الداخلية من منصبه.. وبسحب الثقة من الحكومة والدخول في أزمة دستورية مع رئيس الجمهورية.

هل تصحو ضمائر نواب الأمة وهل يثبتون لأنفسهم أولاً أنهم علي قدر المسؤولية ويستحقون ثقة الشعب.. أم أن ضمائرهم ماتت وأهدرت كرامتهم وتحولوا إلي جلادين.. لا فرق بينهم وبين قوات الأمن التي لا نعرف لماذا تضرب وتعتقل؟ وباسم من تفعل ذلك؟ ولماذا؟ ولأي هدف؟



0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster