12.3.08

في الممنوع 13/8/2006


الهجوم الإسرائيلي البري الموسع علي جنوب لبنان.. جاء بعد أقل من ساعة فقط علي تصويت مجلس الأمن بالإجماع علي القرار غير المتوازن رقم ١٧٠١، بوقف العمليات العسكرية في جنوب لبنان.. والذي استجاب للكثير من المطالب الإسرائيلية علي حساب المطالب اللبنانية، أو ما يعرف بنقاط السنيورة السبع..
فالقرار أولاً: يتحدث عن وقف إطلاق نار من جانب حزب الله.. لكنه بالمقابل لا يطالب إسرائيل بوقف النار.. لكنه يسمح به في حالة قيامها بالدفاع عن النفس.. أي من حق إسرائيل إطلاق النار، في الوقت الذي حجب هذا الحق علي حزب الله.. وهذا يفسر الهجوم البري الواسع الحالي

والقرار ثانياً: يطالب بتسليم فوري وغير مشروط للجنديين الإسرائيليين الأسيرين.. في الوقت الذي يترك تسليم المعتقلين اللبنانيين في السجون الإسرائيلية إلي المفاوضات، وإلي تقرير سيقدمه الأمين العام للأمم المتحدة فيما بعد. والقرار ثالثاً: لا يتحدث عن مزارع شبعا المحتلة من جانب إسرائيل، ويترك بحثها إلي وقت لاحق. والقرار رابعاً: لا يدين إسرائيل ولا يلزمها بتعويض مالي عن التخريب، الذي ألحقته آلة الحرب الإسرائيلية من دمار وخراب بالبنية التحتية اللبنانية. والقرار خامساً: يبعد حزب الله وصواريخه إلي ما وراء نهر الليطاني.. أي يقلل من خطر الصواريخ علي شمال إسرائيل.

وقد سجل وزير خارجية قطر حمد بن جاسم آل ثان تحفظات قطر - بصفتها العضو غير الدائم في مجلس الأمن عن هذه الدورة - علي مشروع القرار.. وهي التي تجاهلها القرار في خطة فؤاد السنيورة.. فيما يعرف بالنقاط السبع.

وحتي لو وافقت الحكومة اللبنانية علي قرار مجلس الأمن.. فإن هذه الموافقة لا تعكس إجماعاً لبنانياً علي القرار.. بل المؤكد أن حزب الله سيعلن تحفظه عليه، وسيتعامل مع القوات الإسرائيلية الموجودة في الجنوب اللبناني، علي أنها قوات احتلال أو تلك التي تبسط نفوذها علي مزارع شبعا اللبنانية.

والقاعدة معروفة.. طالما بقي الاحتلال.. ستبقي المقاومة.. فلا احتلال بلا مقاومة.. سواء مقاومة حزب الله أو أي مقاومة أخري.. وسيضفي علي هذه المقاومة المشروعية.. حتي ولو وصمتها الولايات المتحدة الأمريكية، أو مجلس الأمن بالإرهاب.

وعلي هذا الأساس، سيثير القرار ١٧٠١ الكثير من المشاكل، وسيطرح العديد من الإشكاليات حول تطبيقه وتفسيره.. أكثر مما يقدم من حلول.. ومن المتوقع أن تشهد الساحة اللبنانية الداخلية مساجلات وخلافات شديدة.. تتباين فيها الرؤي ووجهات النظر، التي ستصل إلي حد التخوين في المرحلة المقبلة.. فالبعض من القوي السياسية اللبنانية ينتظر بفارغ الصبر نزع سلاح حزب الله، وينتظر أن تلحق به الهزيمة علي أيدي القوات الإسرائيلية.. وهو ما لم يحدث حتي اليوم.. فإسرائيل تحارب حزب الله بالنيابة عن بعض القوي اللبنانية، التي ليست خافية علي أحد.

إسرائيل بعد كل هذا الدعم السياسي والدبلوماسي، الذي تلقاه من واشنطن ومن باريس ومن العديد من عواصم العالم، والذي عكسته بنود القرار ١٧٠١، إلا أن هذا لا يرضي غرور حكومة أولمرت.. ولا ينقذ رقبتها من الانتقادات العنيفة، التي بدأت تظهر في الشارع الإسرائيلي وبين قواه السياسية.. والتي تتساءل عن جدوي العملية العسكرية؟ ولماذا قامت؟ ولماذا كل هذه التضحيات؟ ولماذا قالت: إن هدفها القضاء علي حزب الله؟

ولعل أصدق تعبير سمعته حتي الآن، هو ما صرح به صحفي إسرائيلي لقناة «الجزيرة»، بأن القرار ١٧٠١ ربما يوفر فرصة لإبرام هدنة أو التقاط الأنفاس.. لكنه لا يؤسس لنهاية النزاع بين إسرائيل ولبنان.. والحرب سوف تشتعل من جديد.
فهل يستعد لها العرب من الآن.. أم يستمرون في سياسة دفن رؤوسهم في الرمال؟


0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster