12.3.08

في الممنوع 14/8/2006


ما معني أن يقول فؤاد السنيورة، رئيس الحكومة اللبنانية، إن قرار مجلس الأمن رقم ١٧٠١ هو انتصار للدبلوماسية اللبنانية.. وأن يقول شيمون بيريز نائب رئيس الحكومة الإسرائيلية إن القرار ١٧٠١ حقق كل مطالب إسرائيل؟

هل معناه أن مطالب إسرائيل توحدت مع مطالب لبنان؟ فمن المفترض أن المصالح بينهما متعارضة.. فكيف تصبح متوحدة؟

إذن هناك شيء خطأ فيما يقال.. والخطأ قد يكون في الجانب الإسرائيلي أو في الجانب اللبناني.. أي فيما يقول شيمون بيريز أو فؤاد السنيورة.. أم تري أن كلاً من الحكومة الإسرائيلية والحكومة اللبنانية تريد التخلص من حزب الله

إذا كان هذا هو ما يقصده كل من بيريز والسنيورة.. إذن فالمصالح توحدت بين إسرائيل ولبنان.. وتم بيع حزب الله في هذه الصفقة التي أبرمت بالقرار ١٧٠١.
لكن هل يمكن التخلص من حزب الله، هل يمكن للمنتصر في هذه الحرب، وهو حزب الله، أن يدفع ثمن انتصاره بالتخلص منه؟

إلا إذا كان الموقف كله لا يخرج عن كونه أن بيريز يعرف.. والسنيورة أيضاً.. أن قرار مجلس الأمن لا قيمة ولا وزن له.. وأنه لن يطبق علي الأرض.
إن من يتصور أن حزب الله يمكن التخلص منه والقضاء عليه هو واهم.. لأنه لاعب رئيسي في الحياة السياسية اللبنانية.. من خلال تواجده في الشارع وفي البرلمان وتمثيله داخل الحكومة الحالية.. وهذا الدور سوف يتزايد في تقديري بعد انتهاء الحرب، إذا انتهت

وعلي الجانب العسكري والميداني، أشك كثيراً في أن يلقي حزب الله سلاحه.. أو أن يجبره أحد علي إلقاء سلاحه.. طالما بقي الاحتلال الإسرائيلي لشبر واحد من الأرض اللبنانية.. في الجنوب أو في مزارع شبعا اللبنانية

ربما بعد تحرير كامل الأراضي اللبنانية.. وهذا لن ترضي به إسرائيل.. سيضطر حزب الله إلي إلقاء السلاح أو انخراطه في الجيش اللبناني.. لأنه في هذه الحالة.. ليس من المتصور أن يبقي السلاح في يد فصيل سياسي لبناني.. بعيداً عن سلطة الدولة.. وبعيداً عن حق القوي السياسية الأخري في امتلاك نفس السلاح.. حتي تلك القوي المناوئة لحزب الله

إن حمل السلاح مرتبط باستمرار المقاومة.. التي هي مرتبطة باستمرار الاحتلال.. ولكن في غياب الاحتلال.. لا معني ولا مبرر لحمل السلاح.. وحمله هو نفي وغياب لدور الدولة.. وحزب الله يدرك هذا جيداً.. والخطاب الأخير لحسن نصرالله كشف عن مقدرة فائقة في التعامل مع معطيات الواقع المحلي والدولي.. بقبوله قرار مجلس الأمن مع التحفظ عليه

حزب الله.. ستثبت الأيام أنه سيخرج منتصراً عسكرياً من هذه الحرب.. وستثبت أنه سيخرج منتصراً سياسياً أيضاً

0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster