9.3.08

في الممنوع 15/6/2006


قليلون في عالمنا العربي، وربما الإسلامي، الذين يعجبون بأسلوب زعيم تنظيم القاعدة في العراق أبومصعب الزرقاوي في المقاومة، فهو يخلط بين المقاومة المشروعة ضد قوات الاحتلال وبين الإرهاب. وكثير من العمليات التي قام بها الزرقاوي وتنظيمه في العراق، كان ضد المدنيين من العراقيين الشيعة، بدعوي أنه يدافع عن المسلمين السنة، فساهم الزرقاوي بذلك في زيادة روح العداء والفرقة بين الشيعة والسنة في العراق، وتصاعد عمليات التصفية الجسدية بينهما، وكل يوم يسقط العشرات ما بين قتلي وجرحي، بسبب هذا الغباء السياسي الذي يتحمله الزرقاوي وغيره من الذين يدفعون بالعراق إلي مستنقع الحرب الأهلية

ولذلك لم أحزن ولم يحزن الكثيرون علي موته، حتي ولو كان برصاص قوات الاحتلال الأمريكي، التي أري أن شن الحرب عليها في العراق عمل مشروع ووطني وأن خروجها من العراق هو الأولوية الأولي التي يجب أن يحرص عليها كل العراقيين، بشرط أن يتفقوا علي وحدة أراضي العراق ووقف نزيف الدم فيما بينهم، ويجتمعوا علي إقامة دولة مدنية وديمقراطية تضم العراقيين، علي مذاهبهم السياسية والعرقية والدينية

لكن عدم حزني علي موت الزرقاوي لا يجعلني لا أدين قرار السلطات الأردنية باعتقال أربعة من نواب مجلس النواب من المنتمين إلي التيار الإسلامي، وإحالتهم إلي المحاكمة لمجرد أنهم ذهبوا لأداء واجب العزاء الذي أقامته أسرة الزرقاوي في الأردن، حتي ولو كان صحيحاً أن واحداً من هؤلاء النواب الأربعة قام بالصلاة التي أقيمت علي روح الزرقاوي، وأنه أدلي بتصريحات أيد فيها أسلوب الزرقاوي في المقاومة، إلا أن هذا الموقف من هذا النائب أو من النواب الأربعة لا يواجه بالاعتقال، وإنما بالشجب والإدانة والرفض والاستنكار، وبجميع الصور والأشكال، إلا أسلوب الاعتقال وتقييد حريتهم.. فهو مرفوض في مواجهة الخصوم السياسيين.. إلا إذا ثبت علي هؤلاء النواب وتوافرت لدي السلطات الأردنية دلائل قوية تؤكد تآمرهم علي استقرار وأمن بلدهم، وأنهم متورطون في العملية الإرهابية التي قام بها الزرقاوي في الأردن العام الماضي، وأسفرت عن مقتل وإصابة العشرات من المواطنين الأبرياء

هنا.. يحق.. بل من واجب السلطات الأردنية أن تتخذ الإجراءات القانونية ضد النواب الأربعة أو ضد من يتآمر علي أمن واستقرار بلاده.. لكن قبل ذلك وقبل صدور قرار الاتهام بحقهم.. وقبل وجود أدلة قوية تدينهم.. فلا يحق تقييد حرية النواب في التعبير عن آرائهم ومواقفهم.. حتي ولو كانت صادمة أو معارضة للرأي العام أو للحكومة الأردنية.. خاصة أن النواب الأربعة أو ثلاثة منهم لم يفعلوا أكثر من أداء واجب العزاء بدوافع إنسانية، تربطهم بعائلة الزرقاوي.
إن الحرية في عالمنا العربي تتقدم خطوة إلي الأمام.. وتتأخر أخري إلي الخلف.. والأردن ليس الحالة الوحيدة.. إنما هي حالات تتكرر في كل بلداننا العربية.. والنواب الأربعة يجب أن تتوافر لهم محاكمة عادلة وأن يفرج عنهم فوراً

0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster