11.3.08

في الممنوع 15/7/2006



عنوان: إسرائيل تقتحم جنوب لبنان رداً علي مقتل ثمانية وأسر جنديين

عنوان آخر: حكومة تل أبيب تتعهد برد «مباشر وشديد».. ولحود يتهمها بزعزعة الاستقرار في المنطقة

عنوان ثالث: «أولمرت»: لن نتفاوض لإطلاق سراح الجنديين.. ونصر الله: مستعدون لتبادل الأسري

كانت هذه هي عناوين المانشيت الرئيسي لصحيفة «الأهرام» الصادرة صباح الخميس أمس الأول.. ولم تكن عناوين صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية، أو صحيفة «الواشنطن بوست» الأمريكية

هذه العناوين تعبر عن موقف سياسي واضح ومحدد هو أن قائلها أو صاحبها أو الصحيفة الصادرة عنها.. تري أن الاقتحام الإسرائيلي للجنوب اللبناني والحرب الشاملة ضد لبنان.. جاء رداً علي العملية الناجحة والمحدودة التي قام بها حزب الله ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي.
سؤالي: هل ما صدر عن «الأهرام» هو موقفها السياسي المعلن أم أنه يعبر عن موقف الدولة الرسمي في مصر؟

ولا أقصد من وراء السؤال أن يكون لـ«الأهرام» موقف مغاير لموقف الدولة.. لكنني قصدت أن «الأهرام» بما نشرته تعبر عن موقف الدولة الرسمي.. وهو أنه علي الحياد فيما يجري من أحداث وتطورات مخيفة علي الساحة اللبنانية.. قد تقود المنطقة إلي حرب إقليمية.. في ظل تهديد الرئيس الأمريكي بوش بتحميل سوريا مسؤولية ما يجري في لبنان.. علي أساس أنها الحليف القوي لحزب الله.. إلي جانب إيران

هذا عن الموقف المعلن، أما غير المعلن فربما يصل إلي تبرئة إسرائيل من مسؤولية هذا التصعيد وتحميل حزب الله المسؤولية كاملة

ولا أعني بذلك أن تورط مصر نفسها في حرب لا تريدها ومفروضة عليها وغير مستعدة لها، لكن مصر الرسمية تستطيع أن ترفض ما يجري.. وتستطيع أن تدين الاعتداءات الإسرائيلية الإجرامية علي لبنان.. وأن تدين استهداف المدنيين في كل من لبنان وغزة

تستطيع مصر الرسمية أن تتخذ موقفاً غير الموقف الذي عبرت عنه «الأهرام» وغير لغة الصمت الحالية.. دون أن تتورط في حرب ضد إسرائيل.. لكن يبدو أن مصر الرسمية لم تعد قادرة علي تحمل مثل هذا الموقف.. فهي علي الحياد أمام ما يجري منذ عشرة أيام في غزة.. وهي علي الحياد مرة ثانية أمام التصعيد الإسرائيلي في لبنان، وربما ستكون علي الحياد عندما تتعرض سوريا إلي ضربات عسكرية من إسرائيل

مصر التي علي الحياد في سياستها الخارجية هي نفسها مصر الرسمية التي وقفت علي الحياد عند إقرار مشروع قانون السلطة القضائية.. فما حدث من خلاف بين رجال وهيئات القضاء.. لا شأن للدولة به وهي ليست معنية بالتدخل لحله.. كما أن مصر الرسمية تقف علي الحياد أيضاً في الأزمة التي تتعرض لها الكنيسة المصرية.. وليست طرفاً فيها.. وعلي أطراف الأزمة أن يحلوها بأنفسهم بعيداً عن تدخل الدولة كما صرح الرئيس مبارك مؤخراً

مصر أصبحت بلا موقف داخلي تجاه أزمات الوطن.. وبلا موقف خارجي تجاه أزمات المنطقة

مصر أصبحت بلا لون ولا طعم ولا رائحة ولا اتجاه ولا بوصلة ولا موقف

الحياد الداخلي والخارجي أصبح هو الموقف الرسمي لمصر.. وهو يعبر عن سياسة مهزومة ومأزومة وعاجزة

مصر الرسمية ليست محايدة فقط.. في قمع الحريات وفي استعمال القوة ضد مواطنيها

هذا ما نجحت فيه مصر الرسمية.. أما ما عدا ذلك فهو الصفر الكبير في قضايا الداخل والخارج علي حد سواء

0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster