12.3.08

في الممنوع 15/8/2006


بعد عشرين دقيقة فقط من دخول وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله اللبناني في الساعة الثامنة من صباح أمس حيز التنفيذ، حلقت الطائرات الإسرائيلية فوق مدينة صور اللبنانية، وعلقت إسرائيل علي لسان متحدث رسمي بأن هذه الطلعات الجوية نوع من الدفاع عن النفس لمراقبة تحركات حزب الله ومدي التزامه بوقف إطلاق النار، وأيضا لحماية القوات الإسرائيلية في الجنوب اللبناني.
وقد تتطور هذه الطلعات الجوية الإسرائيلية حتي بعد الانسحاب من الجنوب إلي ضرب أهداف داخل الأراضي اللبنانية، مما يعرض وقف إطلاق النار إلي الاختراق والعبث به، وسيتبع ذلك الرد من جانب حزب الله، الذي أعلن أنه سيتعامل مع القوات الإسرائيلية علي الأراضي اللبنانية علي أنها قوات احتلال، مما يستوجب مقاومتها والتصدي لها

كل هذا يجعل وقف النار هشاً

وبينما كانت المعارك دائرة في كل لبنان يوم الأحد الماضي «أمس الأول»، أراد مجلس الوزراء اللبناني أو ما يسمون أنفسهم بمجموعة ١٤ آذار استعجال نزع سلاح حزب الله، وهو نوع من الغباء السياسي الشديد، فكيف يبحث مجلس الوزراء هذه القضية الشائكة في الوقت الذي يحمل فيه المقاومون سلاحهم ويتصدون به لهجمات قوات الاحتلال الإسرائيلي؟!
فمن الناحية الأخلاقية، لا يجوز نزع سلاح حزب الله وهو لايزال يقاوم علي أرض المعركة، وعلي المستوي الميداني، لن يقبل حزب الله ومقاوموه إلقاء سلاحهم تحت أي ظرف أو مسمي

حزب الله لن يلقي سلاحه، وغباء سياسي أن يطالبه البعض حتي ولو كانت الحكومة الشرعية في لبنان بإلقاء سلاحه في الوقت الراهن

هذا القرار لو صدر عن حكومة فؤاد السنيورة وبدعم من كتلة المستقبل التي يتزعمها سعد الحريري، فإنه لن ينفذ ولن يحترم، وسيفتح الباب سريعا أمام صراع سياسي سيكون لبنان هو الخاسر فيه، في وقت لاتزال فوهات البنادق ساخنة، ولاتزال دماء الضحايا تسيل، ولاتزال أجهزة الدفاع المدني ترفع الجثث من تحت الأنقاض.
إن صمود شعب لبنان كله في مواجهة العدوان الإسرائيلي هو العامل الرئيسي في هزيمة إسرائيل في هذه الحرب علي لبنان، ولكن هذا الصمود وهذه الوحدة الوطنية ما كانت لها أن تتحقق دون المقاومة اللبنانية ودون الدور البطولي الذي قام به حزب الله في دحر العدوان الإسرائيلي

المقاومة هي أشرف وأغلي ما تملك لبنان اليوم، ومن يطعن المقاومة في ظهرها ومن يتآمر عليها ومن يريد نزع سلاحها والاحتلال لايزال جاثما علي صدر لبنان في الجنوب وفي مزارع شبعا، عليه أن يعرف أنه يتخلي عن شرفه وعزته ومصدر قوته، في مواجهة عدو غادر وكاذب ولا أمان له.
تعلموا أيها الأغبياء من درس احتلال لبنان عام ١٩٨٢

كل اتصال أو مشاورات تجري بين القاهرة وبيروت في الوقت الحالي حول الأوضاع في لبنان وفي المنطقة، يخفق لها قلبي وتجعلني قلقا.. فلا أريد أن تسير «بيروت» علي طريق «القاهرة ـ رام الله» مع الفلسطينيين، الذي نعرف جميعا كيف سار؟ وإلي أين انتهي؟

0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster