15.3.08

في الممنوع 16/9/2006


فعلاً احتار دليلي مع الدكتور هاني هلال وزير التعليم العالي.. فلم يحدث أن عرضت عليه ملفاً واحداً من مشاكل الجامعات علي طول البلاد وعرضها ومشاكل أساتذتها وقام بحل مشكلة واحدة منها.. وجميع الملفات التي عرضت عليه.. مني أو من عشرات الأساتذة ظلت بدون حل.. ويبدو أن القرار بالتصرف فيها سينتظر إلي ما بعد مغادرته كرسي الوزارة.. مع أن الرجل يعد دائماً بالحل وفي أسرع وقت.. لكن يبدو لي أيضاً أنه له اهتمامات أخري ومشغول بأشياء أخري غير وزارة التعليم العالي ومشاكل الجامعات.. ومن بين هذه المشاكل أنه صرح في الصحف بأن معايير اختيار وتعيين القيادات الجامعية هي الكفاءة والخبرة.. لكن ما يقوله الوزير شيء.. وما يحدث علي أرض الواقع شيء مختلف تماماً.. وكأننا أمام شخصيتين مختلفتين أو حالة من انفصام في الشخصية كما يصفها الطب النفسي.. لا نعرف أين الشخصية الحقيقية فيها وأين المزيفة.
واليوم أقدم لمعالي وزير التعليم العالي قضية جديدة.. تضاف إلي أكوام الملفات التي علي مكتبه وتنتظر قراره بفتحها

ففي كلية السياحة والفنادق بالإسكندرية ـ لعل الوزير فهم الموضوع قبل فتحه، ولكن لكي يفهم القراء معنا.. فقد تم الإعلان عن شغل وظيفة لمنصب عميد الكلية..
وفي نفس اليوم الذي تسلم فيه رئيس جامعة الإسكندرية الجديد ١/٨/٢٠٠٦ الدكتور حسن ندير عمله.. أصدر قراره بتعيين الدكتورة فاطمة صلاح الدين موسي في منصب العميد.. متخطياً بذلك الكفاءة والخبرة التي تحدث عنها وزير التعليم العالي فيمن يشغل المناصب القيادية في الجامعات، والتي تحققت في زملاء آخرين لسيادة العميدة الجديدة ولم تتحقق فيها

الدكتورة العميدة تخرجت في الجامعة عام ١٩٧٠ ولم تعين أصلاً في وظيفة معيد أو مدرس مساعد بالجامعة.. وحصلت علي الماجستير والدكتوراه من جامعة وارسو ببولندا.. ثم عينت مدرساً بكلية آداب المنصورة عام ٧٩ ثم نقلت عام ٩٤ إلي كلية السياحة والفنادق بالإسكندرية.. ولم ترق إلي وظيفة أستاذ مساعد إلا في عام ٩٦ ثم إلي درجة أستاذ عام ٢٠٠٥ أي منذ عام واحد فقط.. قبل صعودها إلي منصب العميد..
هي بذلك قضت ٢٧ عاماً كاملة حتي حصلت علي وظيفة أستاذ.. منها ١٧ سنة في وظيفة مدرس و١٠ سنوات في وظيفة أستاذ مساعد.. بالرغم من أن القانون يحدد ١٠ سنوات في المتوسط للترقية من مدرس إلي أستاذ مساعد

أما الأستاذ الذي تظلم من تعيين د. فاطمة صلاح الدين موسي فهو حاصل علي البكالوريوس عام ٧٤ بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف بنسبة ١٠٠% وترتيبه الأول علي دفعته، وحصل علي الماجستير عام ٨٣ وعين مدرساً بالجامعة في نفس العام، وحصل علي وظيفة أستاذ عام ٩٤ طبقاً للقانون، وتدرج في الوظائف الجامعية وشغل منصب وكيل الكلية لشؤون الطلاب والتعليم من عام ٢٠٠٢ وحتي ٢٠٠٤، إلي جانب الخبرة والكفاءة المتوفرة والمشهود له بها في العمل.. والتي لا تقاس بخبرة وكفاءة السيدة العميدة من واقع ملف عملها الجامعي

والغريب في الأمر أن قرار تعيينها صدر في نفس اليوم الذي تسلم فيه رئيس جامعة الإسكندرية عمله ١/٨/٢٠٠٦ بما يؤكد أنه لم يقرأ شيئاً ولم يدرس الملف.. إنما اتخذ قراره بناء علي تعليمات عليا صدرت له.. من وزير التعليم العالي أو من جهات أخري.. بالرغم من الحديث عن استقلال الجامعات

الغريب أيضاً أن هذا الأستاذ تقدم بشكوي إلي رئيس الجامعة وحتي الآن لم ينظر فيها.. وتقدم بأخري إلي وزير التعليم العالي وأهملها... وعندما طلب مقابلته وهذا أبسط حقوقه رفض ثم تقدم بشكوي ثالثة إلي رئاسة الجمهورية.. ولم يتلق الرد

هل لم ترد كل هذه الجهات لأن الدكتورة فاطمة صلاح الدين موسي تمت بصلة قرابة ـ كما يتردد ـ بزوجة مسؤول كبير في إحدي الجهات السيادية الكبيرة

ليه اللف والدوران.. لماذا لا يرد الدكتور زكريا عزمي وهو كما أعلم جيداً لا يترك صغيرة أو كبيرة تتعلق بشخصه إلا ويقوم بالرد عليها؟ أما وزير التعليم العالي.. لا داعي لأن أكمل.. فلا يوجد منصب في الوزارة اسمه «تعليم عالي»!
باهتمام بالغ قرأت مقال الزميل العزيز الأستاذ أسامة سرايا رئيس تحرير الأهرام في عدد أمس عن مشكلة البطالة في مصر.. وأنتقد فيه تشكيك أحزاب وصحفها في برنامج الرئيس مبارك حول علاج البطالة.. وذكر أسامة سرايا الجهود العظيمة التي بذلتها الحكومة خلال العام الماضي لحلها.. والأرقام التي تؤكد وجهة نظره

نفس المقال قرأته أكثر من عشرين مرة في «الأهرام» أيضاً.. البداية في الصفحة الأولي والبقية علي الصفحة الثالثة.. ولكن علي لسان رئيس تحرير الأهرام السابق الأستاذ إبراهيم نافع.. فالذي تغير هو اسم رئيس التحرير.. ولكن بقيت قضية البطالة دون حل!
وأخشي أن يمتد بي العمر عشر أو عشرين سنة لكي أقرأ نفس المقال في «الأهرام» علي الصفحتين الأولي والثالثة.. باسم رئيس تحرير آخر

0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster