18.3.08

في الممنوع 17/10/2006


ربما هذه هي الرسالة الثالثة أو الرابعة التي تصلني من أحد المعتقلين السياسيين علي مدي الشهور القليلة الماضية، وأقوم بنشرها، لكن هذه الرسالة تختلف عن الرسائل السابقة، في أنها لا تتحدث عن مشكلة فردية، ولا عن صاحب الرسالة نفسه، وما تعرض له من ظلم وتعذيب أو انتهاك لحقوقه كإنسان أو رفض تنفيذ الأحكام الصادرة بالإفراج عنه، فالرسالة تتحدث عن قضية مبادرة وقف العنف التي وافقت عليها أغلب الجماعات الإسلامية داخل السجون منذ عدة سنوات، ولخطورة الرسالة وأهميتها أنشرها

السيد/...
أنا واحد من أفراد الجماعة الإسلامية الذين أمضوا سنوات طويلة في المعتقلات، ولا أزال لم يتحدد لنا بعد نهاية واضحة علي المدي القريب، بالرغم من موافقتنا علي مبادرة وقف العنف منذ سنوات وعدم صدور شيء يخالفها، بل كنا ندعو غيرنا من أصحاب التيارات الإسلامية الأخري إلي أن يحذوا حذونا لتحقيق المصلحة لهم ولبلادنا، ولكن وبعد التعنت المستمر من جانب الأمن وغير المبرر، لعدم خروجنا والتعامل غير الواضح دائما معنا، بدأ يولد لدينا شعورا بالإحباط وخيبة الأمل تجاه هذه المبادرة، وأصبح كثيرا ما يتردد علي ألسنة إخواننا من التيارات الأخري داخل السجون هذا السؤال: ما الفائدة من المبادرة بعد كل هذه التنازلات؟

ويتساءل صاحب الرسالة: ما المبرر لدي الجهاز الأمني من وراء ذلك؟ هل هي مصالح خاصة أم أفكار عقائدية مستقرة في النفوس لدي البعض أم نزاعات شخصية؟

لماذا لا ينظر إلي مصلحة البلاد وتغليبها علي تلك المصالح والنزاعات؟ وهل سنكون مخطئين إذا بدأنا نعيد النظر في كل ما سبق ونصل إلي مرحلة «ما قبل المبادرة»؟

لعلمك.. لايزال هناك أكثر من ثلاثمائة معتقل أمضوا ما بين اثنتي عشر عاما وخمسة عشر عاما ولم يخرجوا حتي الآن، رغم المبادرة، ولايزال بعض قيادات الجماعة في السجون رغم انتهاء أحكامهم منذ سنوات، أضف إلي ذلك عدم التجاوب لدي الكثير من أفرع الأمن بالمحافظات لحل مشاكل الأفراد أو معاونتهم لكي يندرجوا في المجتمع

أكتب لك هذه الرسالة.. لكي تقرر بشأنها ما تراه يحقق مصلحة الجميع أو يدفع مضرة، وأيضا لما نعلم عنكم من الحياد والواقعية في تناول الأمور، ومحاولة إيجاد التوازن بين أطراف القضايا المطروحة

التوقيع: معتقل سياسي.. أحد أفراد الجماعة الإسلامية

لن أزيد علي ما جاء في تلك الرسالة، والإشارات التي تبعث بها لكن ما أرجوه من أجهزة الأمن ومن أجهزة صنع القرار ـ فهذه قضية سياسية إلي جانب أنها أمنية ـ أن تدرس ما جاء في رسالة هذا المعتقل، وأن تدرك أنه لا يعبر فيها عن رأيه وحده، وإنما يعبر عن رأي قطاع عريض من هؤلاء المعتقلين، وأن تفكر تلك الأجهزة في مضمون الرسالة وأبعادها، وأن تنظر إليها في إطار المصالح العليا للبلاد، وأن تضعها فوق أي اعتبارات أو مصالح أخري


0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster