10.3.08

في الممنوع 1/7/2006


سألت «الأهرام» الطالبة «آلاء» التي أعلنت وزارة التربية والتعليم رسوبها، ثم أعلنت نجاحها بعد تدخل الرئيس مبارك شخصياً لحل مشكلتها.. عن سبب تطرقها في موضوع التعبير إلي أمريكا وتوجيه انتقادات حادة إلي نظام الحكم في مصر

قالت: كان مجرد رأي.. لا أكثر ولا أقل.. ولم أقصد إهانة أحد.. إنما عبَّرت عن رأيي بحرية.
سألتها «الأهرام»: هل كنت واثقة من عودة حقك؟

قالت: كنت متأكدة من خلال إحساس داخلي بأن مشكلتي سوف تحل.. ولكن للحقيقة لم أتوقع أن يكبر الموضوع ويتدخل السيد الرئيس لحله

وتدخل الرئيس مبارك أنهي مشكلة «آلاء» ولكن ما الذي جعل المشكلة تكبر علي حد قولها.. لقد فتح الباب أمام مشكلة أكبر.. وهي أننا نترك مشاكل صغيرة تكبر وتتضخم وتنفجر في وجوهنا.. ونترك حلها لرئيس الجمهورية.. فلولا تدخل الرئيس مبارك ربما كانت مشكلة «آلاء» قد استمرت سنوات.. وربما ضاع مستقبلها كله.. لأن الجميع في وزارة التربية والتعليم.. من المدرس الذي صحح أوراق إجابة التعبير، الذي يتمتع بحاسة أمنية عالية إلي وكيل الوزارة إلي وزير التعليم نفسه.. لم يستطيعوا جميعاً أن ينصفوا «آلاء» ولا أن يرفعوا الظلم الواقع عليها، وربما أيضاً كانت مشكلة «آلاء» قد تحولت إلي قضية أمنية.. تهدد الأمن القومي للبلاد.. بحيث تتولي أجهزة الأمن حلها.. وإذا عجزت أجهزة الأمن عن الحل.. ربما يتم تدويلها في المحافل الدولية

إن مشكلة «آلاء» تعبر عن خلل كبير في نظام التعليم.. فمنذ عدة أسابيع، لجأت إلي وزارة التعليم لحل مشكلة طالب، والده صديق لي.. تعرض للظلم والاضطهاد من مدير المدرسة.. فلم يستطع الوزير وقيادات الوزارة الكبار حلها.. بدعوي أن المدرسة أجنبية.. وتخضع لإشراف دولي عليها.. ولا سلطة ولا سلطان للوزارة وللحكومة المصرية عليها.. وأن الوزارة تنصح والد الطالب بتقديم بلاغ إلي قسم الشرطة ضد مدير المدرسة!
أي حالة من العجز الكامل من وزارة التعليم في الرقابة علي المدارس الأجنبية العاملة في مصر.. وفي نفس الوقت هناك غباء وظلم وتعنت في التعامل مع «آلاء» ومع غيرها من ملايين الطلبة المصريين.. الذين يحاكمون بقرارات ولوائح غبية وظالمة.. ومنها القرار الوزاري الذي يحمل رقم ٤١ لسنة ٢٠٠٠ والذي يعطي للوزارة سلطة حرمان الطالب من الامتحان أو الرسوب فيه بقرار مُسبب

واستندت اللجنة المشرفة علي تصحيح أوراق «آلاء» إلي هذا القرار، وأعلنت رسوبها في جميع المواد التي حصلت علي درجات مرتفعة فيها.. لأن إجابتها في موضوع التعبير تضمنت قذفاً للنظام والآداب العامة.

ولو مكن القرار ٤١ اللجنة المشرفة سلطة تحويل «آلاء» إلي مفتي الجمهورية.. ما ترددت اللجنة في فعل ذلك.. فالأيدي مرتعشة، والعقول متحجرة.. من المدرس إلي أكبر مسؤول في الوزارة

الجميع كانوا في انتظار تعليمات الرئيس وتدخله.. حتي تنتهي مشكلة بسيطة.. لكنها من الكبائر وتهدد الأمن القومي من وجهة نظر وزارة التربية والتعليم، لقد كشفت مشكلة «آلاء» أن حديثنا عن الإصلاح مقصور علي الكلام فقط.. ولم يدخل مرحلة التنفيذ بعد

0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster