7.3.08

في الممنوع 17/5/2006

اليوم مع رسائل القراء.. ولكن قبل رسائل القراء، لي تعليق قصير علي الزيارة التي قام بها الرئيس حسني مبارك أمس الأول لمحافظة الغربية، والتي قام خلالها، علي غير العادة، بكسر كل الترتيبات البروتوكولية التي تتخذ في مثل هذه الجولات، واخترق الرئيس مبارك، كما قالت الصحف، بسيارته شوارع كفر الزيات وبعض القري، وفوجئ المواطنون بالرئيس بينهم، وأجروا حوارًا مباشراً معه


وما نطلبه من الرئيس مبارك أن تكون هذه الجولة الفريدة هي القاعدة، وليس الاستثناء، أي أن يتحرك وسط الناس بحرية، وألا يعزله أحد عنهم، وأن يرفض الإجراءات البروتوكولية المتبعة، وأن يرفض الطوفان الأمني المفروض عليه، وأن يتم التعامل مع هذه الجولة علي أنها غلطة سوف تتكرر كثيراً، وألا يكون الهدف منها هو إثبات أن الرئيس مبارك يتمتع بشعبية كبيرة، وليس هذا هو أسلوبه وطريقته لإدارة البلاد.

ماذا لو فاجأ الرئيس مبارك القضاة بالذهاب إليهم في ناديهم وبحث مطالبهم والاستجابة لها، وينهي الأزمة بكلمة منه؟ وماذا لو فعل نفس الشيء مع الصحفيين، ومع أساتذة الجامعات، ومع جميع القوي التي دخلت في أزمة صادمة مع نظام حكم الرئيس مبارك، لماذا لا يجري الرئيس مبارك حواراً مع هذه القوي، وأن ينهي الخصومة بين هؤلاء وبين نظام الحكم، ويرفع الحرج عن أجهزة الأمن التي تعالج الأزمات بمزيد من الأزمات، لأن عملها الأمن وليس السياسة.

وبالمرة طالما أن الرئيس مبارك فتح شهيتنا وأقدم علي هذا التصرف الذي نشكره عليه، فلماذا سيادته يرفض فتح باب الحوار والنقاش حول تعديل الدستور مع الشعب، ومع الرأي العام، وليس رأي نواب الحزب الوطني في مجلسي الشعب والشوري، فالأيام والتواريخ والوقائع أثبتت أن هؤلاء لا رأي لهم، وأنهم لا يعبرون حقيقة عن نبض الشارع، وأنهم يتلقون وينفذون التعليمات التي تصدر لهم.

لماذا يصادر الرئيس مبارك علي رأي الناس عندما يقول «لا» لإلغاء نسبة الـ٥٠% عمال وفلاحين، ولماذا يسخر الرئيس من الذي طالبه بتعديل سياسة مجانية التعليم، بحيث يستفيد منها غير القادر فقط، أما القادر فليدفع ثمن هذه الخدمة، ويطلب منه الرئيس أن تكون لديه الشجاعة لكي يرشح نفسه علي منصب رئيس الجمهورية؟!
إن الهدف ليس إلغاء المجانية، وإنما الهدف هو بقاء هذه المجانية لمن يحتاجها فقط، حتي يحصل الجميع علي خدمة تعليمية جيدة في النهاية، وليس ما يقدم حالياً.

لماذا لا يستمع الرئيس مبارك إلي رأي الناس في كل ذلك، ويفتح أذنيه لنبض الشارع، وألا يصادر علي حق أحد، وألا يقول إن هذا الباب مغلق، ولن يدخله أحد.

لقد فعلتها مرة أمس الأول، في محافظة الغربية، ولا نريدها أن تكون الأولي والأخيرة.
طال مني التعليق، ولم تتبق مساحة لرسائل القراء، وموعداً غداً

0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster