7.3.08

في الممنوع 19/5/2006


شر البلية ما يضحك ... وما أضحكني هو الإعلان الذي قامت وزارة الداخلية بتوزيعه علي الصحف القومية لنشره علي صفحاتها الداخلية، ويقول: إن قوات الشرطة يستهدف وجودها وتكثيف أعدادها، حماية حقوقك والحفاظ علي سلامتك، وتأمين حركتك، وصيانة ممتلكاتك، وتسيير حركة المرور، فتعاون مع الشرطة لإظهار مصر بمظهرها الحضاري الذي نتمناه لها

مع تحيات وزارة الداخلية.
ومن قرأ هذا الإعلان القصير الذي نشرته الصحف في مربع صغير، تم توزيعه علي صفحاتها الداخلية بصورة متكررة حتي يلحظه القارئ، ومن المؤكد أنه تمت إذاعته في نشرات التليفزيون بالرغم من أنني لم أطلع عليه ـ بالقطع مات علي روحه من الضحك، فالهدف من نشر الإعلان في يوم الخميس هو تبرير التواجد الأمني الكثيف في منطقة وسط البلد

وفي شوارعها، التي تحولت إلي ثكنة عسكرية استولت عليها قوات الشرطة بنشر الآلاف من قوات الأمن بها.. لماذا؟ لمنع تسيير المظاهرات المتضامنة مع مطالب القضاة والرافضة محاكمة المستشارين محمود مكي وهشام البسطويسي الذي لم يتحمل قلبه الضغوط التي يتعرض لها، وأصيب بأزمة نقل علي إثرها إلي المستشفي لإجراء عملية جراحية عاجلة له.

وكل من قرأ الإعلان تساءل: ما علاقة الوجود الأمني الكثيف بحماية حقوق المواطن؟ وما علاقة السياسة الأمنية التي تتمثل في ضرب وسحل واعتقال المتظاهرين، بالحفاظ علي سلامة المواطنين؟ وتأمين حركتهم؟ وصيانة ممتلكاتهم؟


هل هؤلاء المتظاهرون هم مجموعة من اللصوص وناهبي أموال البنوك والفاسدين والحرامية حتي يقال إن هدف التواجد الأمني الكثيف في منطقة وسط البلد هو حماية وصيانة ممتلكات المواطنين؟
ما الذي يقوله إعلان وزارة الداخلية؟ وهل فكر الشخص أو الجهة التي كتبته قبل أن ترسل به إلي الصحف لنشره مجانا؟ ـ وكذلك الذين قاموا بنشره في الصحف ـ ماذا سيكون أثر هذا الإعلان المثير للضحك والشفقة علي المواطنين؟


وفي نهاية الإعلان، تطلب وزارة الداخلية من المواطنين التعاون مع قوات الشرطة في هذا اليوم لإظهار مصر في صورتها الحضارية التي نتمناها لها.

فما هي هذه الصورة الحضارية في رأي وزارة الداخلية؟ وفي رأي الذين نشروا لها هذا الإعلان؟
هل الصورة الحضارية في أن يشارك كل مواطن مع قوات الشرطة في حمل العصا المكهربة والقنابل المسيلة للدموع والدروع، لضرب المتظاهرين وسحلهم وتسهيل عملية اعتقالهم؟


هل هذا هو الدور الذي تطلب وزارة الداخلية من المواطنين القيام به؟ وهل هذا الدور هو الذي يحافظ علي صورة مصر الحضارية؟ صورة السحل والضرب والاعتقال وإسالة دماء المتظاهرين؟ وهل ستقول وسائل الإعلام العالمية إن الشعب والشرطة شاركا في قمع المظاهرات؟ وأن تلاحم الشعب مع الشرطة هو الذي حافظ علي صورة مصرنا الحبيبة؟


ما هذا الخبل العقلي؟ ومن هو المجنون الذي يقرأ هذا الإعلان المثير للضحك والرثاء.. فتتحرك مشاعره ويستجيب له ويتعاون مع قوات الشرطة في تشويه صورة مصر.. وفي الاعتداء علي أخوة له في الوطن يدافعون له عن حقوقه المسلوبة

0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster