9.3.08

في الممنوع 19/6/2006


الاستفتاء الذي دعا إليه الرئيس الفلسطيني محمود عباس «أبومازن» حول ما يعرف بوثيقة الأسري نهاية الشهر الجاري سوف ينتهي في رأيي إلي الفشل

والوثيقة في جملة واحدة.. تعارض أفكار «حماس»، وتتبني أفكار «فتح»، أي تدعو إلي الاعتراف بإسرائيل وبإقامة دولتين، واحدة إسرائيلية والأخري فلسطينية، إلي آخر طريق التنازلات الطويل الذي عرفنا كيف بدأ ومتي بدأ في أوسلو، لكن لا نعرف كيف سينتهي ولا بأي شكل سوف ينتهي؟ لكنه بالتأكيد لن ينتهي بإقامة دولة فلسطينية كاملة أو حتي منقوصة السيادة

لماذا سينتهي الاستفتاء إلي الفشل؟ لأنه طبقا لاستطلاع للرأي أجري في الشارع الفلسطيني حول من يتحمل المسؤولية عن تردي الأوضاع الداخلية، اشترك فيه حوالي ٥٠٠٠ فلسطيني، خرجت نتائجه كالتالي ـ كما أذيع علي قناة «الجزيرة» القطرية

٤٠% من المشاركين في استطلاع الرأي حمَّلوا «حماس» المسؤولية عن تدهور هذه الأوضاع، التي اقتربت من تهديد للثوابت الفلسطينية، وتأتي في مقدمتها عدم إهدار الدم الفلسطيني في اقتتال داخلي بين الفصائل الفلسطينية

في حين حمَّل ١٨% من المشاركين حركة «فتح» المسؤولية.. بينما حمَّل ٤٠% تقريبًا إسرائيل المسؤولية في الوقيعة بين فتح وحماس وتردي الأوضاع في الشارع الفلسطيني

وعندما يجري الاستفتاء حول وثيقة الأسري الذي دعا إليه الرئيس محمود عباس لن تخرج النتائج هكذا، أي مطابقة لما جاءت به عينة استطلاع الرأي السابقة، بل ستخرج نتائج الاستفتاء في صورة رقمين محددين: أحدهما يمثل نسبة الموافقين علي الوثيقة، والثاني نسبة المعارضين لها

وبمعني آخر.. عدد الأصوات المؤيدة للرئيس عباس، وعدد الأصوات المؤيدة للحكومة الفلسطينية بقيادة حماس

والمؤيدون لحماس هم المعارضون للرئيس عباس، والمؤيدون للرئيس الفلسطيني هم المعارضون لحكومة حماس

وطبيعي أن تحسب الأصوات التي تحمِّل إسرائيل المسؤولية «٤٠% إلي جانب حماس، ليس إلي جانب فتح والرئيس عباس»، أي أن عدد المعارضين لوثيقة الأسري حسب تقديري سوف يقترب من نسبة ٦٠% إذا جمعنا الأصوات التي تحمِّل فتح وإسرائيل المسؤولية عن تدهور الأوضاع في الشارع الفلسطيني

والوثيقة بهذا المعني تعني فشل الرئيس محمود عباس في الاستفتاء وإعلان تأييد الشعب الفلسطيني لحكومة حماس، والعكس صحيح أيضا، فإذا ما خرجت نتائج الاستفتاء مؤيدة للوثيقة وللرئيس الفلسطيني، فهذا يعني أن الشعب الفلسطيني يعارض حماس، وقد ينتج عن ذلك مشكلة دستورية ليس لها من مخرج، سوي أحد احتمالين

إما مزيد من الاقتتال الفلسطيني الداخلي، وإما الدعوة إلي إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية مبكرة، أي العودة من جديد إلي الشارع الفلسطيني والاحتكام إليه

وفي ظل عملية الاحتقان الحالية التي تزداد وتيرتها كل يوم، فإن الشعب الفلسطيني قد لا يقدر علي تحمل ترف إجراء هذه الانتخابات ولا ترف تحمل مسؤولية الخلاف بين القوي والفصائل الفلسطينية التي ابتعدت كثيراً عن مشاكل وهموم المواطن الفلسطيني، الذي تركته تلك القوي فريسة لسياسة الحصار والتجويع والقتل التي تمارسها سلطات الاحتلال الإسرائيلية، بمباركة أمريكية ودعم أوروبي.
أين مصر؟

مصر غائبة أو مغيبة أو تلعب من وراء ستار، لكنها تلعب لصالح من؟

لصالح مصر طبعًا.. ولصالح أطراف أخري.. وهذه قضية أخري

0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster