11.3.08

في الممنوع 19/7/2006


إذا طال أمد العدوان الإسرائيلي علي لبنان.. فسوف يتحول حسن نصرالله ـ زعيم حزب الله ـ إلي بطل قومي.. مثلما خرج جمال عبدالناصر زعيماً عربياً وقومياً عقب العدوان الثلاثي «البريطاني الفرنسي الإسرائيلي» علي مصر عام ١٩٥٦.
ولا أحد.. باستثناء الشارع العربي.. يريد أن يتحول حسن نصرالله إلي بطل قومي.. لا إسرائيل ولا المجتمع الدولي.. ولا الأنظمة العربية

إسرائيل والمجتمع الدولي ينظران إلي نصرالله.. ليس كبطل للمقاومة، ولكن كقائد لمنظمة إرهابية.. والحكام العرب لا يريدون عبدالناصر آخر يكشف ضعفهم وعجزهم وهوانهم علي أنفسهم وعلي شعوبهم.. بدعوي الاتزان والحكمة والعقل وقراءة المتغيرات الإقليمية والدولية التي ليست في صالح حزب الله ولبنان وسوريا وإيران.. والتي أطلقت الآلة العسكرية الإسرائيلية لكي تفرض شروطها وسياساتها علي المنطقة

وبعد عمليات التدمير والخراب التي شهدها لبنان.. وقتل المئات من المدنيين الذين أباح الحاخامات اليهود قتلهم في زمن الحرب.. تريد إسرائيل ـ ومعها المجتمع الدولي ـ البحث عن مخرج للأزمة الحالية.. مع مواصلة استمرار القصف والعدوان، لكي يقدم لبنان وحزب الله حجماً أكبر من التنازلات

ومع إدراكي أن ظروف المجتمع الدولي التي وقع فيها العدوان الثلاثي علي مصر عام ٥٦، تختلف كلياً عن الظروف التي نعيشها حالياً.. إلا أن مصر اتهمت وقتها بأنها أقدمت علي مغامرة غير محسوبة المخاطر.. وهي نفس الاتهامات التي وجهتها السعودية وعواصم عربية أخري إلي حزب الله

واللافت للنظر في الأزمة الحالية، هو أن التصريحات التي تخرج من بعض العواصم العربية، ومنها القاهرة وعمان والرياض، هي نفس التصريحات التي تخرج من تل أبيب علي لسان مسؤولين إسرائيليين.. كلمات واحدة لا اختلاف بينها.. وكأن هناك تنسيقاً بين تل أبيب وتلك العواصم العربية.. أو كأن السياسة الإسرائيلية تطابقت في أهدافها وتوجهاتها مع رؤية بعض العواصم العربية في الصراع العربي الإسرائيلي.. أو أن العواصم العربية اكتشفت أو توصلت إلي الحل المريح والسهل وهو الاستسلام والتسليم بما تقوله إسرائيل

وإذا كانت إدانة حزب الله تريح بعض العواصم العربية.. وجعلها هي الشماعة التي تعلق عليها العواصم العربية فشلها وعجزها.. إلا أن ما يجري في لبنان حالياً.. لا يعفي تلك العواصم من مسؤولية تدمير لبنان.. ومن التسليم بالسيناريو الإسرائيلي الذي يجري تنفيذه علي الأرض حالياً.. فلا تستعجلوا ذبح حزب الله.. فالذبح سيطول الجميع.. والرؤوس ستدخل إلي فم الأسد

أعتقد أننا اقتربنا من الظرف التاريخي الذي عاشه العرب في نكبة فلسطين عام ١٩٤٨.. والتي كان من آثارها المباشرة تغيير النظام العربي.. فهل ستشهد المنطقة العربية نفس الآثار؟ لماذا لا ننتظر ونري؟

0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster