11.3.08

في الممنوع 20/7/2006


في تصريحات لمجلة «المصور» قال الرئيس حسني مبارك: «إن الوضع المتفجر في المنطقة كان علي رأس الحوار الاستراتيجي بين مصر وأمريكا الذي انتهي أمس، والذي شارك فيه من الجانب المصري أحمد أبوالغيط وزير الخارجية والمهندس رشيد محمد رشيد وزير الصناعة والتجارة، وعمر سليمان مدير المخابرات العامة، وفايزة أبوالنجا وزيرة التعاون الدولي».
لكننا علي وجه اليقين لا نعرف ما هي النتائج التي أسفر عنها الحوار الاستراتيجي حول الأوضاع الملتهبة في المنطقة، فإسرائيل تقوم حالياً بمباركة أمريكية وبضوء أخضر منها، بتدمير ما تبقي من لبنان، وإسرائيل منذ شهرين تقوم بتدمير منشآت السلطة الفلسطينية وتقتل وتصيب العشرات كل يوم، فهل هذا هو نتيجة الحوار الاستراتيجي بين القاهرة وواشنطن؟

ما الذي استطاع الحوار الاستراتيجي أن يفعله لمنع التدهور؟ هل استطاع أن يقنع واشنطن بالضغط علي إسرائيل للتخلي عن سياستها العدوانية في المنطقة؟ هل منع الحكومة الإسرائيلية من اعتماد خطة الاجتياح البري للجنوب اللبناني؟

إن البيان المشترك الصادر عن الجانبين المصري والأمريكي، أشار إلي أن الحوار الاستراتيجي، يعد انعكاسًا للعلاقات الاستثنائية القوية بين البلدين، كما أشار البيان إلي أنه يوفر الفرصة للدخول في تنسيق وثيق في مختلف الأمور المشتركة، خاصة فيما يتعلق بالتوصل إلي حل دائم وشامل وعادل للصراع العربي الإسرائيلي، وانتهي البيان إلي التأكيد علي مواصلة العلاقات الممتازة بين البلدين

ومن حق الشارع المصري أن يسأل: أين الحل العادل والشامل والدائم للصراع العربي الإسرائيلي علي مائدة ذلك الحوار؟ وهل هذا هو التوقيت المناسب لإجراء مثل هذا الحوار؟ ثم هل هذا هو وقت الحديث عن علاقات استثنائية بين البلدين؟ وفي أي شيء نفعت هذه العلاقات الاستثنائية وخدمت المصالح المصرية والعربية؟ ثم أين التنسيق المصري الأمريكي فيما يجري من أحداث وتطورات مخيفة كما أشار البيان؟

إن الحوار الاستراتيجي تم تحديد موعده من قبل، وليس له علاقة بالأحداث الراهنة، ولكن كان من الأفضل تأجيله إلي موعد لاحق، حتي لا يلقي بظلال من الشك حول الدور المصري الذي تشوبه أساسا الكثير من التساؤلات وعلامات الاستفهام

إن الرئيس مبارك يقول في تصريحات أخيرة له: «إن مصر تتحرك علي كل الجبهات وتبذل أقصي ما تستطيع من جهد لوقف العدوان علي لبنان وعلي الفلسطينيين، لكن يبدو أن أقصي ما تستطيع أن تقدمه مصر من جهد هو قليل جدًا وبلا تأثير علي صانع القرار الأمريكي الذي انتهينا للتو من الحوار الاستراتيجي معه، وربما الصمت أفضل من الحركة والدوران في الفراغ، وربما سيأتي وقت قريب أيضاً سيدعي فيه البعض بأن «الدوران في الفراغ» هو القرار الحكيم الذي جنب مصر إدخال رأسها في فم الأسد الإسرائيلي

0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster