15.3.08

في الممنوع 20/9/2006


تحت عنوان «الدور المصري الخارجي في المرحلة الحالية».. أعد المركز الدولي للدراسات المستقبلية والاستراتيجية.. ندوة بحثية.. أجمع المشاركون فيها علي أن هذا الدور تقلص بشكل كبير وتآكل علي مدي العقدين الأخيرين.. عربياً وأفريقياً ولم يكن هناك خلاف يذكر تقريباً حول النسبة أو المقدار الذي تقلص به حجم هذا الدور.. ولا في معرفة الأسباب والمسببات أيضاً.. فالفشل المصري الداخلي.. خاصة علي صعيد الإصلاح السياسي والديمقراطي وإخفاقه حتي الآن في تحقيق الهدف المنشود منه أو حتي الاقتراب منه إلي جانب العامل الخارجي وتحدياته ومتغيراته.. هما السبب المباشر وراء الفشل الخارجي وتراجع دور مصر الإقليمي.. وفي اللقاء الذي أداره الكاتب والمفكر جميل مطر.. طرح تساؤلاً بسيطاً وعميقاً ومهماً: لماذا نتحدث باستمرار عن «دور مصر»؟ وقال: إن معني ذلك هو أنه لا يوجد دور مصري من الأساس الآن وتساءل: أين عناصر القوة التي تحدد هذا الدور؟ ثم أجاب عن السؤال بسؤال آخر: كيف الحديث عن دور مصري في ظل هذا التراجع والفشل في السياسات الداخلية التي أجمعت عليها المناقشات

وفجر جميل مطر مفاجأة من النوع الثقيل.. فالانتصار العسكري الذي حققه حزب الله في لبنان علي إسرائيل.. والذي هو ليس محلاً للشك من أحد.. ساعد إسرائيل علي استكمال تحقيق مشروعها الاستعماري.. من خلال مناطق منزوعة السلاح في جميع الأراضي المحيطة بها.. ونشر قوات دولية فيها

علي الجبهة المصرية، هناك منطقة منزوعة السلاح داخل سيناء.. وفي شرق الأرض منطقة أخري منزوعة وقد تمتد عملياً حتي نهر الفرات في العراق.. الذي تستطيع إسرائيل أن تصل إليه بدون أدني مقاومة.. وفي الجولان السورية منطقة ثالثة منزوعة السلاح.. ثم أخيراً منطقة رابعة حتي نهر الليطاني في الجنوب اللبناني

كل هذه المناطق تنتشر بها قوات متعددة الجنسيات وتحمي في الأساس حدود إسرائيل وتضمن أمنها.
وتساءل جميل مطر.. هل كل هذه المناطق المنزوعة السلاح التي تحيط بإسرائيل جرت بمحض الصدفة؟

وأضيف: هل جرت بعيداً عن الأمن القومي العربي والدور المصري فيه.
وبعد مفاجأة مطر.. عادت المناقشات إلي الدور المصري من جديد؟ ما الذي تبقي من هذا الدور؟ وهل يمكن الحديث عن دور خارجي لنا في ظل هذا الفشل الداخلي الذي لا تخطئه أي عين.. سوي عيون المستفيدين والمتسببين في هذا الفشل؟

هذا مع إدراك قدرة مصر.. وصعوبة التحديات الخارجية التي تواجهها وحجم المخاطر التي تتهددها.. لكننا نتحدث عن عناصر القوة التي بين أيدينا.. والتي تسببنا نحن في ضياعها وفقدانها.. لأننا بلا عقل وبلا رؤية وبلا فكر.. والأهم من كل ذلك أننا فاسدون.
إن إحدي الأوراق المقدمة في المؤتمر الرابع للحزب الوطني، الذي ينهي أعماله اليوم تتعلق بالأمن القومي المصري، فهل تتطرق المناقشات إلي الدور المصري وإلي طبيعة التحديات التي تواجهنا.. وعناصر القوة التي بين أيدينا... وهل يملك المجتمعون في الحزب الوطني وفي حكومته شجاعة الاعتراف بأن أحد الأسباب الرئيسية وراء غياب هذا الدور أو علي الأقل تقليصه إلي أدني مستوي.. هو فشل سياسات حكومات الحزب الوطني وأن الحديث عن «الدور المصري» يبدأ بعد هذا الاعتراف.. ثم بتصحيح الأخطاء.. وهذا يتطلب إرادة سياسية قادرة وراغبة في إصلاح سياسي ودستوري وديمقراطي حقيقي.. هنا فقط يمكن الحديث عن «الدور» وأين هو؟ وما هي عناصر القوة فيه؟

لكن اعتراف مين؟ وشجاعة إيه؟ ودور إيه؟ إن كل ما يشغل الحزب الوطني وقياداته الجديدة هو ترتيب البيت.. والبحث عن أدوار لهم.. وبعد أدوارهم يأتي الحديث عن دور مصر.. فهم أولاً.. ومصر ثانياً أو حتي عاشراً لا فرق

0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster