16.3.08

في الممنوع 21/9/2006


بعنوان رئيسي بارز.. مع إشارة له بالصفحة الأولي.. نشرت صحيفة «الوطني اليوم» في عددها الصادر أمس الأول، علي لسان الدكتور حسام بدراوي عضو أمانة السياسات بالحزب الوطني قوله: «إن الرئيس حسني مبارك زعامة تاريخية لن تتكرر».
هذا هو رأي الدكتور بدراوي وهو حر فيه، لكن أعتقد أن أي منصف وباحث عن الحقيقة، سوف يتوقف أمام هذه العبارة التي تحتاج إلي كثير من المراجعة.. وذلك لمصلحة الرئيس مبارك نفسه، وليس لأي شيء آخر

إن الزعامات التاريخية التي لا تتكرر، يمكن أن تتجسد في شخصية سعد زغلول أو مصطفي النحاس أو جمال عبدالناصر أو أنور السادات.
كل هذه زعامات تاريخية لن تتكرر، وكل زعامة منها لها أسبابها الخاصة بها، التي صنعت منها زعامتها ومجدها.. كما أن الزعامة التاريخية لا تقاس فقط بحجم إنجازاتها فقط، ولكن بحجم إخفاقاتها أيضاً.. وهذا ينطبق علي الرئيسين
الراحلين عبدالناصر والسادات.. لقد كانت إنجازاتهما كبيرة وسلبياتهما بنفس المقدار

أما الرئيس حسني مبارك.. فهو زعامة يمكن أن تتكرر كثيراً.. وهذا ليس انتقاصاً من قدر أو مكانة الرئيس مبارك، كحاكم لمصر علي أكثر من ٢٥ عاماً حتي الآن.. فكل إنسان خلق لما هو مقدر له.. الرئيس مبارك قال عن نفسه أكثر من مرة.. إنه مواطن مصري.. بسيط.. لا يختلف عن غيره من ملايين المصريين وبقية خلق الله.. ولا يتميز عنهم في شيء

إنسان عادي.. وعادي جداً

نعم سيحسب للرئيس مبارك دوره في حرب أكتوبر المجيدة كأحد القادة الكبار لها.. وربما سيحسب له أيضاً أنه «جنّب» مصر، كما يقول البعض، الوقوع في ويلات حروب جديدة.. فالحروب تكلفتها باهظة، والشعوب والأجيال المقبلة هي التي تدفع ثمنها.. وربما سيحسب له كذلك السماح لنا بحرية النباح والكلام دون أن يكون لذلك أي تأثير علي صنع مستقبل هذا الوطن.. فالنظام السياسي المصري واحد منذ عام ١٩٥٢ حتي اليوم، لم يتغير في جوهره وبنيانه شيء له قيمه

كل هذه إيجابيات تحسب للرئيس مبارك.. ويمكن لأي مواطن عادي أن يقوم بها دون أن نطلق عليه عبارة: «زعامة تاريخية لن تتكرر».
إن الزعامة التاريخية التي لن تتكرر لها مواصفات ومقاييس أخري.. كأن تكون لها رؤية وفكر استراتيجي وتملك الإرادة الشعبية القادرة علي صنع التقدم

والعكس.. فالزعامة التاريخية لا تفقد بلادها في عهدها دورها ومكانتها إقليمياً ودولياً، أو ما تبقي من هذ الدور.. ولا تترك مصر علي المستوي الداخلي علي هذا النحو من الضعف والخواء الفكري والثقافي والسياسي، ولا تترك الأزمات تضرب البلاد وتنزل فوق رؤوس العباد كالصاعقة، ولا يكثر في عهدها الفساد بصورة غير مسبوقة في كل تاريخ مصر الحديث.. إلا إذا كانت كلمة «زعامة تاريخية» قصد بها أن الفساد الذي عرفته مصر مع حكومات الحزب الوطني أكبر من كل الفساد الذي عرفته في السابق!
وماذا عن التعذيب يا دكتور حسام.. والاعتقالات وحكم الطوارئ؟

إنني أبحث عن سبب أو مبرر لعبارة الدكتور حسام بدراوي.. هل الرئيس مبارك قيادة تاريخية لن تتكرر، لأن عهده أفرز رجل الفولاذ الصلب أحمد عز المتحكم في الحزب الوطني حالياً.. وفي مصر مستقبلاً؟!حسني مبارك زعامة يمكن أن تتكرر آلاف المرات.. وهذا الكلام في مصلحة الرئيس مبارك، أمد الله في عمره

0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster