19.3.08

في الممنوع 23/11/2006


لا حرية فكر أمام الغوغائية.. إنها معركة خاسرة أن تناقش حرية الفكر والرأي أمام منطق غوغائي.. غير مستعد للنقاش وأغلق عقله، وطوال الوقت يصرخ في وجهك: أنت إرهابي.. أنت كافر.. أنت ضد الدين.. أنت ضد العقيدة

ولست في ذلك أناصر رأي فاروق حسني وزير الثقافة ولا أؤيده في قضية الحجاب.. إنه قال رأيه، وقد يحتمل هذا الرأي الخطأ أو الصواب، وقد يكون ضد الشريعة.. لكنه لم يقل رأياً فقهياً، ولم يعارض أو يتعرض للشريعة في ذلك، ولو قال مثل هذا الرأي لوجبت كل هذه الضجة ضده، التي لا أفهمها، ولا أستطيع تفسيرها

ودعوني أطرح بعض الأسئلة:
هل ما قاله فاروق حسني يتضمن أي جديد؟

الإجابة: لقد سبق له أن قال هذا الرأي أكثر من مرةهل ثورة نواب الإخوان المسلمين عليه تحت القبة جديدة؟

أبداً ليست بجديدة، لقد سبق لهم أن اعترضوا علي تصريحاته السابقة في قضية الحجاب

إذن، ما هو الجديد؟

الجديد هو موقف الحزب الوطني الذي ذبح الوزير وأيد الإخوان في هجومهم الضاري عليه

وكيف تفسر موقف نواب الوطني؟ هل هو يعبر عن موقف سياسي للحزب الوطني وأمانة السياسات به من قضية حجاب المرأة، وأنه يؤيد الحجاب من أنه فرض علي المرأة المسلمة، وأن كل من يعبر عن رأي يخالف ذلك حتي ولو لم يتعرض للعقيدة، فهو خارج عن الملة وعن الدين؟

لا أعتقد أن للحزب الوطني موقفاً سياسياً في ذلك

إذن ثورة نواب الوطني تعبر عن موقف شخصي أو عن رأي شخصي، أو هي تدخل في باب المزايدة السياسية كنوع من اكتساب شعبية في الشارع

الإجابة: غالباً هذا هو موقف نواب الوطني

لكن كيف تفسر هذا التنسيق الذي ظهر جلياً في قاعة مجلس الشعب بين نواب الوطني؟

هذا ليس له تفسير، ربما، سوي رغبة البعض في الإطاحة بالوزير فاروق حسني واستخدامه كبش فداء، فالسياسة كما نعلم ليس بها أخلاق، تدخل تحت مسمي «الدعارة السياسية».
وكيف تفسر قول الدكتور زكريا عزمي تحت القبة إن زوجات الوزراء محجبات؟

ليس لدي تفسير لذلك، وأنا شخصياً لا أعرف هل زوجة الدكتور عزمي محجبة أم لا؟ ولكنني أعرف أن غالبية أقارب زوجته لسن محجبات، والذي أعرفه أيضاً، ويعرفه كل مصري، أن السيدة الفاضلة سوزان مبارك قرينة رئيس الجمهورية ليست محجبة

يا سادة، إن الحجاب قضية شخصية، فمن ترد التحجب لها ذلك، ومن لا ترد فلها ذلك، ولا يجب أن تصل بنا التفاهة في مجلس الشعب إلي قيادة هذه الثورة التي عبرت عن أن البرلمان يعيش في غيبوبة بعيداً عن قضايا ومشاكل الناس

ودعوتي إلي فاروق حسني هي أن يصمت تماماً، لقد قال رأيه وليس مطلوباً منه التراجع فيه، ولو طلب منه توضيح أو تفسير حول أنه لم يفكر مطلقاً في رأي الشريعة الإسلامية عندما قال هذا الرأي، وأنه لم يقصد المساس بها، وحتي إنه لا يعرف رأي الشريعة في ذلك، فليس عليه حرج في ذلك، ولا يعد ذلك تراجعاً عن رأيه أو عن موقفه بأي حال من الأحوال

إن فاروق حسني في جميع الأحوال، سواء بقي وزيراً أو غادر كرسي الوزارة، سيخرج من هذه المعركة منتصراً وليس مهزوماً، الرأي العام الذي قد يعارضه الآن سيعرف أنه انتصر في قضية خاسرة، لأن الحجاب ليس قضية الشعب المصري، التي ستحرره من استعمار الحزب الوطني له، والتي ستحقق له الإصلاح السياسي والاقتصادي المزمع، وهي التي ستبقي عليه حراً كريماً

كفاية نصب يا عالم

0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster