10.3.08

في الممنوع 24/6/2006


أحد كبار المستشارين علَّق علي مقال أمس الأول.. حول شرعية نادي القضاة والوضع القانوني له، والذي تجاهله مشروع قانون السلطة القضائية الجديد.. وحول السؤال الذي طرحه الدكتور فتحي سرور رئيس مجلس الشعب في اجتماع عقدته اللجنة التشريعية.. بقوله: إن البعض يريد التعامل مع النادي كما يتعامل مع الجماعة المحظورة.. فيصبح هو الآخر النادي المحظور.

والجماعة المحظورة هو الاسم الذي تطلقه أجهزة الأمن وإعلام الحكومة ومسؤولوها علي جماعة الإخوان المسلمين.. أي أنها جماعة غير شرعية ولا وجود قانونياً لها.. بالرغم من أن لا أحد من هؤلاء يستطيع إنكار وجودها في الشارع.. باعتبارها أحد أكبر القوي السياسية حالياً.
والآن نادي القضاة تحول هو الآخر في رأي البعض إلي السيدة «المحظورة» بالرغم من أن النادي أنشئ عام ١٩٣٩ بتبرع مالي قدمته حكومة الوفد قدره عشرة آلاف جنيه إلي النادي.

وقام الملك فاروق بافتتاح مبني النادي الكائن في شارع عبدالخالق ثروت.. وبالرغم من أن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر عندما قام بحل مجلس إدارة النادي في عام ١٩٦٨، أصدر قانوناً بذلك.. ولم يتعامل معه كجمعية تابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية.. للخصوصية التي يتمتع بها النادي، والمكانة التي يحظي بها من مكانة أعضائه.

كما أنفقت الدولة علي مشروعات النادي ما يقرب من ٤٠ مليون جنيه.. وشاركت الدولة ممثلة في رئيس الجمهورية في المؤتمرات التي عقدها النادي.. ومنها مؤتمر العدالة الأول.. في فترة حكم الرئيس السادات.. وحكم الرئيس مبارك أيضاً.

كيف بعد كل ذلك.. يصبح نادي القضاة هو والجماعة المحظورة سواء؟
وليست الجماعة المحظورة.. ولا نادي القضاة وحدهما هما اللذان يطلق عليهما السيدة «المحظورة»، فالكاتب الكبير محمد حسنين هيكل هو الآخر ينتسب إلي السيدة المحظورة.. ونقابة المهندسين ينطبق عليها نفس الوصف.. وكل من تغضب عليه الدولة.. من هيئات ومنظمات وأحزاب وأشخاص وكل من ينتمون بصلة قربي إلي السيدة «المحظورة».
والقائمة طويلة.. من سعد الدين إبراهيم، إلي أيمن نور، إلي حسنين هيكل، إلي الكتاب المعارضين والمنتسبين إليها.. إلي الكتاب المستقلين.. إلي كل صاحب رأي وموقف.. يتعارض مع موقف الحكومة والحزب الوطني، أو له بعض الشعبية.

كل هؤلاء أعضاء في السيدة «المحظورة» حتي ولو لم ينضموا إليها.. ولا يحملوا عضويتها.. بل ويختلفوا معها.. فالسيدة المحظورة بقدرة قادر أصبحت تضم تيارات فكرية وسياسية مختلفة.. والاسم أصبح لا يطلق علي جماعة الإخوان المسلمين وحدها.. إنما توسع لكي يشمل أندية وأحزاباً وشخصيات أخري.. وأخشي أن تصبح مصر كلها في يوم من الأيام هي السيدة «المحظورة».. بينما الحزب الوطني وأمانة سياساته هما السيدة «الشرعية».ر

0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster