19.3.08

في الممنوع 26/11/2006


اختتمت مقال أمس بعبارة: سأكتب لكم وصيتي غدا، والوصية عادة يكتبها من هو علي وشك الموت، أو من يريد أن يترك لأسرته قرارات معينة لا يريد الإفصاح عنها في حياته، لكن وصيتي مختلفة، فهي تتعلق بحياة سبعة ملايين مصري حسب أقل التقديرات، مصابين بالفيروس الكبدي «سي» بعضها معروف الأسباب.. والنسبة الأكبر لا تعرف له سببا، وكيف أصيبت به، وأنا واحد من هؤلاء

وحسب أقل التقديرات أيضا ـ كما يقول كبار أطباء الكبد في مصر هناك مليونا مصري من بين السبعة ملايين يحتاجون إلي عملية زرع كبد، وبحسبة بسيطة تبلغ هذه الفاتورة ثمانية مليارات جنيه، أي بما يزيد علي حجم ميزانية مصر السنوية بأكثر من عشرين مرة

كارثة بكل المقاييس.. لا الدولة ستقدر علي توفير واحد علي الألف من دفع ثمن هذه الفاتورة، ولا المواطنون أيضا، لأن ثمن أقل عملية زرع كبد يصل إلي ٤٠٠ ألف جنيه، ويرتفع إلي ٦٠٠ ألف.. وإلي مليون وأكثر إذا أجريت خارج مصر.
والكارثة الأكبر هي كيف وصل بنا الحال إلي ما هو عليه؟ كيف يصاب ٧ ملايين مصري بهذا الداء اللعين؟ وكيف نترك مليونين من بينهم يصابون بالفشل الكبدي والعدد في ازدياد؟

من المسؤول عن هذه الجريمة التي لم تكن معروفة من قبل؟ وفي أي سنوات وفي أي عهد انتشر هذا الداء الخبيث؟ وأي حكومات تتحمل هذه الجريمة؟

هل توجد غير حكومات الحزب الوطني، الذي يحدثنا كل يوم عن الإصلاح الكاذب؟

إن الإصلاح الحقيقي هو في معرفة كيفية مواجهة هذه المشكلة، وفي غيرها من المشكلات الصحية الأخري.. إن عدد المصابين بالأورام في مصر بخلاف أورام الكبد يقدرون بالملايين أيضا، وهذه قضية أخري.

إن حياة ٩٥% من هؤلاء مكتوب عليهم بالموت المحقق، لأنهم لا يتلقون العلاج، ولأن حكومات الحزب الوطني تقف عاجزة عن فعل شيء ما، ثم يا ربي يضاف إلي كل هذه الأورام.. الورم الذي ظهر منذ سنوات داخل الحزب الوطني، والذي يبث سمومه وأفكاره المريضة علينا، لأجندات خفية لا نعرف عنها شيئا

وشهادتي أو وصيتي.. هي: لا تنتظروا الإصلاح من الحزب الوطني ولا من أمانة سياساته، وعلي القوي السياسية أن تفكر في وسائل وأساليب أخري غير التي تفكر فيها، عليكم أن تفكروا في هذه الملايين التي تنتظر الموت، وأنتم غارقون في وهم الإصلاح، الذي لن يأتي بالطريقة التي تفكرون وتعملون بها، ومسؤولية المعارضة أكبر من مسؤولية الحكومة، لأن الحكومات التي أفسدت لن تصلح ما أفسدته

هذه تحتاج إلي عمليات كسح وإزالة، إذا لم نتحرك سريعا، فالنتائج ستكون وخيمة، وأمامكم الأرقام عن سوء صحة المصريين

اللهم هل بلغت.. اللهم فاشهد

لقد طرح الحزب الوطني حزمة من التشريعات بلغت ٤٨ تشريعا علي حد إحصاء الدكتور مفيد شهاب، لإقرارها من البرلمان في دورته المقبلة، لم يتطرق تشريع واحد منها إلي صحة المصريين، وكمثال: إن تجارة بيع الكلي والكبد في الطريق، أصبحت تجارة واسعة، ولها أسواق في العتبة وفي غيرها، تحت سمع وبصر الدولة ووزارة الصحة، وأنا أتحدث عما أعرف، ولها سماسرة كبار وصغار، ومع ذلك لا تفكر الحكومة وحزبها في سن تشريع للموافقة علي التبرع بالأعضاء، بحيث تكون هناك قائمة بأسماء المتبرعين بالمجان في المستشفيات التي تجري مثل هذه العمليات الجراحية الكبري، حتي لا يتعرض المريض لعمليات نصب، وحتي نقضي علي تلك التجارة الرائجة.هل لدي الحزب الوطني وحكومته الشجاعة للانتهاء من هذا التشريع قريبا، أم أن نواب الوطني يؤيدون شيوخ الظلام والإظلام، الذين يدعون أن التبرع حرام؟! وهؤلاء جهلة، لا يفهمون الإسلام علي حقيقته، وليست لديهم ذرة من ضمير

0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster