8.3.08

في الممنوع 2/6/2006


المشادة الكلامية التي وقعت ما بين النائب طلعت السادات والنائب أحمد عز، بالرغم ما فيها من تجاوزات كما نشرت بعض الصحف، فإنها لا يجب تحويلها إلي «خناقة» بحيث ما يتبقي منها هو فقط بعض الألفاظ الخارجة التي صدرت تحت قبة البرلمان، وهو أسلوب مدان بالقطع، ولا يجوز أن يكون هو لغة التخاطب تحت قبة البرلمان، حتي ولو صدرت تلك الألفاظ في لحظة انفعال.

أما الذي يجب أن يتبقي من هذه المشاهدة فهو الاتهامات التي وجهها النائب طلعت السادات إلي النائب أحمد عز، مثل اتهامه بالتربح وتحقيق المليارات من الجنيهات من خلال البورصة، واتهامه بأن ثروة عز تضخمت وبلغت عشرات المليارات من الجنيهات خلال فترة قصيرة.

وهي اتهامات لا يجب أن تبقي معلقة في رقبة أو في ذمة أحمد عز، فهو أولا يشغل منصب رئيس اللجنة المالية بمجلس الشعب، وهو ثانيا السكرتير العام المساعد للحزب الوطني الحاكم، وهو ثالثا أمين شؤون التنظيم والعضوية في الحزب الوطني، وهو رابعا ـ وهذا هو الأهم ـ من الشخصيات المقربة والمؤثرة في لجنة السياسات التي يرأسها جمال مبارك، وله كلمة مسموعة بداخلها.

كل هذه مناصب سياسية رفيعة، تجعل من أحمد عز شخصية مهمة، ومشاركا في عملية صنع القرار، بل هو لاعب أساسي في صنع القرار داخل الحزب الحاكم وفي الحكومة، وفي الانتخابات الرئاسية الماضية، والقاصي والداني يعلم مدي القوة والنفوذ اللذين يتمتع بهما أحمد عز.
لذلك لا يجب أن تبقي تلك الاتهامات معلقة، فهي إما صحيحة وصادقة، وإما أنها غير صحيحة، ولا يوجد احتمال ثالث بينهما.

والأمر علي هذا النحو يحتاج إلي تحقيق خاص علي هذه الخلفية السياسية.
هل صحيح أن أحمد عز تضخمت ثروته في خلال سنوات قليلة ـ الخمس سنوات الأخيرة ـ فقط بشكل كبير وغير مبرر؟ هل صحيح أنه استغل نفوذه أو نفوذ آخرين في الوصول إلي هذه الثروة التي يقدرها طلعت السادات بعشرات المليارات من الجنيهات؟ هل صحيح أنه تربح بصورة غير مشروعة من البورصة في الوقت الذي تشهد فيه تراجعا في أسعار أسهمها وانخفاض مؤشرها العام؟ ثم كم تقدر ثروة أحمد عز حاليا؟ وهل صحيح أنها لا تضخم فيها، وأنها ترجع إلي ثراء أسرته كما قال عز في دفاعه عن نفسه تحت قبة البرلمان؟

كم كانت ثروته قبل دخوله البرلمان وكم تقدر حاليا؟ وكم كانت عندما تركها له والده؟

إن الاعتذار عن الخطأ أو عن التجاوز المنسوب إلي النائب طلعت السادات واجب، إذا كان هناك ما يستوجب الاعتذار عنه، لكن لا يجب أن تتحول المشادة الكلامية إلي «خناقة» فالقضية خطيرة وتمس نزاهة أحد أعمدة نظام الحكم الحالي، بل وتمس نزاهة نظام الحكم نفسه، بحكم أن الشخص الذي وجهت إليه الاتهامات عضو في الدائرة الضيقة التي يتم فيها صناعة القرار في مصر.

ولاشك أن أحمد عز هو أكثر الناس حرصا علي تبرئة ذمته، ومن مصلحته إجلاء الحقيقة والدفاع عن نفسه، والرد علي تلك الاتهامات التي تجد صدي في الشارع وتتردد علي ألسنة الناس.

اهتمت وزارة الداخلية برسالة المعتقل السياسي التي نشرتها في عدد أمس، وطلبت معرفة الوقائع كاملة للتحقيق فيها، والأمر متروك لتقدير صاحب الرسالة، الذي أصبح في حماية الرأي العام


0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster