10.3.08

في الممنوع 26/6/2006


إذا لم نقم نحن بحلق رؤوسنا.. فهناك آخرون سيقومون بحلقها بالنيابة عنا

قائل هذه العبارة الشهيرة هو الرئيس اليمني علي عبدالله صالح.. وقالها تعليقاً علي مبادرات الإصلاح من الخارج التي هبت علي منطقة الشرق الأوسط في أعقاب أحداث ١١ سبتمبر ٢٠٠١ الأمريكية

كانت بمثابة رسالة من رئيس عربي إلي أشقائه الرؤساء العرب.. بأن ساعة التغيير قد حانت، وأن الحاكم العربي الذي لا يدرك هذه الحقيقة سوف يجبره الآخرون علي فهمها ومعرفتها

وبعد أقل من عامين علي خروج هذه العبارة الشهيرة كان الرئيس صالح هو أول من أنكرها وتنصل منها.. فقد أعلن في ١٧ يونيو من العام الماضي رفضه الترشيح لفترة رئاسة ثالثة.. ثم أكد رفضه مرة ثانية أمام المؤتمر الاستثنائي للحزب الحاكم الذي عقد صباح الأربعاء الماضي.. وأنا شخصياً تفاءلت ولو بنسبة ١%، فقد كانت الشكوك تساورني بنسبة ٩٩% بأنه سوف يتراجع في اللحظة الأخيرة عن قراره.. ثم كانت التمثيلية الممجوجة.. وأعلن الرئيس اليمني في نهاية المؤتمر استجابته للجماهير الحاشدة التي طالبته بالعدول عن قراره، ورغبتها في أن يستمر في حكم البلاد.. وكانت مظاهرة المليون التي طافت شوارع ومدن اليمن التي نظمها الحزب الحاكم بالاشتراك مع مؤسسات الدولة.. ولعب الإعلام الموجه دوره المعتاد في حشد الجماهير وتعبئتها.. حتي أنني سمعت بأذني علي شاشة الفضائية اليمنية.. مواطناً سودانياً يعيش في السعودية يعلن بأن كل رجل وكل امرأة وكل شاب وكل طفل رضيع يقول للرئيس صالح.. نريدك رئيساً لليمن

حتي الطفل الرضيع شارك في مظاهرة المبايعة والتأييد.. وطالب الرئيس صالح بالتراجع عن قراره

هل هذا هو التغيير الذي نادي به الرئيس صالح منذ عامين؟ وهل هذه هي الرسالة والنصيحة التي قدمها إلي الرؤساء العرب؟ عليكم حلق رؤوسكم بأنفسكم قبل أن يحلقها لنا الآخرون!
هل يتذكر الرئيس صالح ما قاله أم أنه يعتمد علي أن ذاكرة الشعوب العربية ضعيفة؟

هل الرئيس صالح يصدق أننا نصدق تلك التمثيلية.. من رفض الترشيح ثم التراجع عنه استجابة للجماهير اليمنية؟

لن أتحدث باسم شعب اليمن.. فهذا ليس من حقي.. لكنني سأتحدث باسم الشعوب العربية التي شاهدت تلك التمثيلية

إن أحداً لا يصدق تلك التمثيلية التي جاء إخراجها ضعيفاً وركيكا. لقد تساءلت منذ يومين هل يفعلها الرئيس علي عبدالله صالح ويتمسك بقراره ويرفض الاستجابة للضغوط التي مورست عليه لكي يرشح نفسه.. وتركت الإجابة مفتوحة.. لكن الرئيس صالح سد أبواب الأمل في وجهي وفي وجه كل من يبحث عن الإصلاح.. وأعلن في نهاية المؤتمر الشعبي للحزب الحاكم استجابته لشروط الشعب اليمني ورضوخه لها.. ولم يحاول هو أن يفرض شروطه علي الشعب.. بينما الحقيقة غير ذلك تماما

الحقيقة هي أن كل الحكام العرب يتحدثون عن الإصلاح وعن التغيير.. لكنهم لا يريدون تطبيق ذلك علي أنفسهم.. لا يريديون حلق رؤوسهم.. لا بأيديهم ولا بأيدي غيرهم ويتمسكون بالسلطة ولا يعرفون وظيفة أخري غيرها.. صنعاء هي القاهرة.. ودمشق هي الخرطوم.. وطرابلس هي تونس كلها عواصم عربية تحتاج إلي حلق الرؤوس وعلي الزيرو

0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster