12.3.08

في الممنوع 26/7/2006


هل هي مزايدة سياسية من محمود أباظة رئيس حزب الوفد أن يطالب القيادة السياسية في مصر بتجميد معاهدة السلام مع إسرائيل التي وقعت عام ١٩٧٩؟

لا.. ليست مزايدة سياسية.. فبعد ٢٧ عاماً علي توقيعها، ما الذي تبقي من هذه المعاهدة؟ وكيف أوصلت مصر إلي سياسة الخنوع والاستسلام لما تريده إسرائيل ولما تفرضه علينا الولايات المتحدة الأمريكية من سياسات، تخدم أهدافها في المنطقة ولا تخدم مصر في شيء، بل تضر بمصالح مصر أبلغ الضرر وجعلت من أمنها القومي والأمن القومي العربي كله أضحوكة وألعوبة في أيدي الآخرين

ودعا محمود أباظة إلي قيام حوار مجتمعي واسع يشمل كل قوي المجتمع السياسية لتحديد مفهوم الأمن القومي لمصر، الذي تعبث به كل من إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية

أكد رئيس حزب الوفد أن معاهدة السلام مع إسرائيل أثبتت أنه لا سلام مع إسرائيل، ولا سلام معها في المستقبل

وعاد محمود أباظة بالتاريخ القريب، عندما وقعت حكومة الوفد بزعامة مصطفي النحاس، معاهدة عام ١٩٣٦ مع بريطانيا، وعندما قامت حكومة الوفد في عام ١٩٥١ بإلغائها، قال النحاس كلمته الشهيرة في البرلمان: «من أجل مصر وقعت المعاهدة.. ومن أجل مصر أطالبكم اليوم بإلغائها».
وعلق الدكتور رفعت السعيد رئيس حزب التجمع علي كلمة محمود أباظة في المؤتمر السياسي الشعبي الذي أقامه حزب التجمع مساء الاثنين «أمس الأول» بأن الذي أوصلنا إلي هذا الهوان الذي نعيش فيه اليوم والذي شجع إسرائيل علي عدوانها الوحشي والبربري، هو أننا أصبحنا بلا إرادة، وأن إرادتنا مسلوبة، ولذلك فالحق ضائع، وتساءل: أين الرجال؟ وقال: لا يوجد رجال، فالخوف يسيطر علي قلوبهم وعقولهم.
فعلاً، ماذا سيكون رد فعل كل من إسرائيل وأمريكا والمجتمع الدولي إذا لوحت مصر بورقة معاهدة السلام مع إسرائيل وأعلنت تجميدها؟ هل كانت إسرائيل ستواصل العدوان علي لبنان بهذه الصورة؟ هل كانت العواصم العربية قد اتخذت موقف الخنوع والركوع الحالي؟ وهل كانت الولايات المتحدة الأمريكية ستواصل تشجيعها لإسرائيل لاستمرار عدوانها وتطالبها بعدم وقف إطلاق النار؟

إن تجميد معاهدة السلام مع إسرائيل ليس بالمواقف العنترية، ولا يعني تجميدها اتخاذ مصر مواقف غير محسوبة، كما لا يعني إعلان الحرب علي إسرائيل

إن المبررات التي دعت مصر إلي التوقيع علي المعاهدة عام ١٩٧٩، لم تعد قائمة الآن، بل هناك ألف مبرر لكي تعلن مصر تجميد المعاهدة، مثلما فعلت حكومة مصطفي النحاس عام ١٩٥١ وألغت معاهدة عام ١٩٣٦ التي كانت قد وقعتها مع بريطانيا

لكن الفارق بين مصر عام ١٩٥١ ومصر عام ٢٠٠٦، هو أن مصر عام ٥١ كانت تمتلك قرارها وإرادتها غير مسلوبة وقادرة علي اتخاذ القرار، بينما مصر في ٢٠٠٦.....
كلنا يعرف ما هي مصر الآن، وما هو دورها، ومن الذي يتحمل المسؤولية عن هذا الوضع المهين والمذل؟


0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster