16.3.08

في الممنوع 26/9/2006


صرخة مدوية يطلقها الدكتور صلاح الغزالي حرب، الأستاذ بطب القاهرة، حول القانون المزمع إصداره للجامعات، والأوضاع المتردية التي آلت إليها تلك الجامعات

السيد/...
تطالعنا الصحف في الفترة الأخيرة ببعض التصريحات والتلميحات الخاصة بالملامح الجديدة للقانون المقترح الموحد للجامعات المصرية، وحيث إن هذا الأمر يمس الحياة الجامعية من كل جوانبها، فإنني أناشدكم أن ترفعوا الصوت عالياً، بألا يصدر هذا القانون كما يصدر غيره من القوانين المهمة في مصر، حيث تدبر بليل وتصدر مباغتة لأصحاب المصلحة الحقيقية في القانون

وبالنسبة لهذا القانون، فإن هناك أموراً يجب أن تكون واضحة وغير قابلة للتأويل:
أولاً: التأكيد علي مبدأ استقلال الجامعات فعلاً لا قولاً، وهذا يستتبع بالضرورة، ألا تستجدي الجامعات قوت يومها، بل يجب أن يترك لكل جامعة حرية تدابير مواردها، بما يكفل تقديم تعليم متطور قابل للمنافسة وقادر عليها

كما يستتبع رفع يد الأمن عن الجامعات المصرية، بعد أن أصبحت التقارير الأمنية هي المفتاح السري الأول لشغل جميع المناصب القيادية في الجامعات، وهو أمر لا ينكره إلا جاهل أو منافق

ثانياً: من الضروري أن نتوقف عن ترديد الأسطوانة المشروخة التي تتحدث عن مجانية التعليم الجامعي، التي لا وجود لها علي أرض الواقع، وليس لها مثيل في جامعات العالم المتقدم من حولنا، وهناك الكثير من الأفكار والمقترحات، التي يمكن أن توائم بين تكلفة التعليم الجامعي، والحالة الاقتصادية الصعبة، التي يعاني منها السواد الأعظم من الشعب المصري

ثالثاً: لا حديث يجدي عن أي تطوير، قبل أن .نحفظ لأعضاء هيئة التدريس الجامعي كرامتهم، التي أهينت والتي أهدرتها قرارات متعسفة، وظروف معيشية متدنية لا نظير لها في العالم كله، وفاقد الشيء لا يعطيه

رابعاً: يجب أن يعود لأعضاء هيئة التدريس حقهم في انتخاب قياداتهم بأنفسهم علي جميع المستويات، مهما تكن السلبيات، وهناك بدائل كثيرة في هذا المجال

خامساً: طلاب جامعاتنا في مسيس الحاجة إلي فتح النوافذ، وإطلاق الحريات وتحطيم القيود التي تعطل ملكاتهم وتعوق إبداعاتهم

أرجو أن يتوقف هذا الحديث الممل، الذي طال عن تطوير وتحديث التعليم الجامعي، فنحن في حاجة إلي ثورة شاملة، وليس ترقيعاً لثوب مهلهل لم تعد تجدي معه هذه الادعاءات والأماني الكاذبة

التوقيع: د. صلاح الغزالي حرب - الأستاذ بطب القاهرة

أعتقد أنها قضية كبيرة ومهمة، وتحتاج إلي نقاش موسع.. وإلي مشاركة أصحاب الرأي والمصلحة فيها، وهم أساتذة الجامعات.. فالتعليم قضية قومية بالدرجة الأولي.. والكثير من أوضاعنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية الحالية، سببها هو أننا أهملنا التعليم، وحصلنا علي تعليم سيئ.. فكانت النتيجة هي ما نحصده اليوم من عفونة سياسية في الأفكار.. وتأجيل مناقشة القضايا، واتخاذ القرار فيها بالعشرين عاماً

0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster