في الممنوع 27/10/2006

لولا إيماني المطلق بالإسلام كدين سماوي.. وبالرسالة التي نزل بها الرسول الكريم علي البشرية.. وبأنه آخر دين نزل من السماء.. وأن الرسول هو آخر الأنبياء.. لفكرت ألف مرة في ترك هذا الدين.. الذي فشل المنتمون إليه في أن يجتمعوا علي شيء.. حتي فشلوا في تحديد موعد عيد الفطر المبارك.

ففي باكستان الدولة الإسلامية الكبري بعد إندونيسيا.. هناك ثلاثة أعياد.
واحد صباح الاثنين.. وآخر صباح الثلاثاء.. ثم عيد ثالث صباح الأربعاء للرئيس والحكومة.

وفي العراق عيدان.. واحد للسُنة يوم الاثنين.. وآخر للشيعة يوم الثلاثاء.
وبعض البلدان العربية مثل السعودية احتفلت بالعيد يوم الاثنين.. وبلدان عربية أخري منها مصر احتفلت به الثلاثاء.

هل لك بعد ذلك أن تفخر بأنك تنتمي إلي هؤلاء المسلمين.. الذين حولوا خلافاتهم السياسية والعقائدية إلي خلافات دينية.. تسيء إلي الإسلام وإلي صورة المسلمين في العالم بأكثر مما أساء إليها بابا الفاتيكان.
المسلمون في العالم ثاروا وغضبوا علي تصريحات بابا روما الرعناء، ورفضوا قبول اعتذاره عنها.. لأنهم لا يقبلون الإساءة إلي دينهم وإلي رسولهم الكريم.. لكنهم - وهذه هي المفارقة العجيبة - يسيئون إلي دينهم وإلي نبيهم كل يوم وكل ساعة وكل دقيقة.
من يثور ضد المسلمين إذن؟

إذا كانت قد ظهرت ثلاثة أعياد في باكستان.. فهل أتوقع ظهور عشرة أعياد في العالم العام القادم؟ وإذا كان سُنة العراق قد اختاروا يوماً.. وشيعة العراق اختاروا يوماً آخر.. فهل نتوقع أن ينقسم شيعة العراق وسُنة العراق.. ويختار كلٌ منهم أكثر من موعد للعيد.. وهل عدم اتفاقهم علي اختيار موعد واحد يرجع إلي رغبتهم في عدم توقف القتال حتي في أيام الأعياد؟

الأمة الإسلامية للأسف تتجه نحو مزيد من الانقسام والفرقة.. وهذا هو العدو الأكبر الذي يواجهها.
أعداء الإسلام اليوم ليس بابا روما.. فالمسلمون هم العدو الأول لأنفسهم.

العدو كامن بداخل المسلمين وفي عقولهم.. وليس في روما أو واشنطن أو باريس.
أعداء روما وواشنطن وباريس يمكن اعتبارهم أعداء ثانويين.. أما أعداء الإسلام الحقيقيون فهم المسلمون أنفسهم.

إذا لم يدرك قادة الأمة الإسلامية وعلماؤها ومفكروها ورجال الدين فيها هذه الحقيقة.. فنحن نسير في الطريق الخطأ.. الذي يقودنا إلي الهلاك والعياذ بالله.. ولنا في العراق أسوة غير حسنة لمن يتعظ ويفهم