12.3.08

في الممنوع 27/7/2006


الرياض وليست القاهرة، أصبحت محط أنظار العالم في الآونة الأخيرة في قضية العدوان الإسرائيلي علي كل من لبنان وغزة، أيا كان هذا الدور الذي تقوم به الرياض، يوافق عليه البعض ويعترض عليه آخرون، وأيا كانت التصريحات التي تخرج عنها، فالاقتراحات والمبادرات وتكثيف النشاط الدبلوماسي العربي يتركز في الرياض

بينما القاهرة تدور في الفراغ أو هي تحاول أن تدعي أن لها دوراً وأن لها وجوداً وأنها لاتزال لها بعض التأثير أو قليلاً منه.
أحياناً تمر أيام علي هذا المشهد الصعب ولا نسمع للقاهرة أي صوت أو صدي، ولا يرد اسمها في أي نشرة أخبار وأنباء في الصحافة العربية والعالمية، ولا تتذكرها وكالات الأنباء العالمية

هذه الحركة قد تلمسها وتشعر بها فقط من خلال وسائل الإعلام المصرية الرسمية، ومن خلال الصحافة القومية أو علي شاشة التليفزيون

بدون هذا التواجد فلا تكاد تشعر للقاهرة بأي دور، وأستطيع أن أزعم بأن القاهرة ليست في حسابات أحد، بل هي خارج كل الحسابات، وأن أحداً لا ينتظر منها أي دور، سوي الدور الذي تقوم به من خلال القناة الأمنية الموصلة بين الجانبين الإسرائيلي والأمريكي من ناحية، والفلسطيني من ناحية أخري

القاهرة اختارت لنفسها التقوقع والانزواء وعدم وضع رأسها في فم الأسد حتي لا يلتهمها ويقضم هذا الرأس الذي يدور أصلاً في فراغ، ولا نصنع به شيئا

القاهرة في ذلك، لا تختلف عن الخرطوم أو طرابلس أو الدوحة أو الرباط أو المنامة أو عمان

القاهرة هي التي فعلت ذلك بنفسها، لم يحاول أحد أن يعزلها إنما هي التي عزلت نفسها باختيارها وبإرادتها

القاهرة مشغولة فقط بقمع الاحتجاجات في الداخل، وكل ما تحسبه وتخشاه هو ردود فعل الشارع المصري، وحالة الغضب والاحتقان التي تسيطر علي كل بيت في مصر بسبب العدوان الإجرامي الإسرائيلي علي كل من لبنان وغزة.
والقاهرة لم تفعل ذلك بنفسها بين يوم وليلة، إنما هي سياسة ثابتة درجت عليها وخططت لها واعتمدتها استراتيجية لها، حتي البرلمان رفض رئيسه الدكتور فتحي سرور عقد جلسة طارئة لمناقشة تلك الأحداث والتطورات الخطيرة، لأن التعليمات لم تصدر بعقد مثل هذه الجلسة

ونفس الشيء مجلس الشوري، ونفس الشيء الحزب الوطني الحاكم، ونفس الشيء أمانة السياسات، التي صدعوا أدمغتنا بأنها عقل الحزب الحاكم، وهي عقل مصر، فأين اختفي هذا العقل ولماذا تلاشي وأصبح سرابا؟

هذه هي الحقيقة التي يجب أن نصارح أنفسنا بها، حقيقة أننا بلا دور وبلا تأثير، وأن الفراغ هو ما ندور فيه وندور حوله، وهذا الفراغ يحلو للبعض أن يسميه حكمة واتزاناً.
إن الألم يعتصر قلب كل مصري، وليت في تلك السياسة مصلحة مصرية، فعلي المدي القريب ستلحق هذه السياسة أبلغ الضرر بمصالح مصر العليا وبأمنها القومي

الخجل فقط هو ما تبقي لنا، ولكن أين حمرة الخجل؟

0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster