10.3.08

في الممنوع 28/6/2006


ربما أستطيع أن أتفهم هذا التصعيد الإسرائيلي الأخير ضد الفلسطينيين، وكذلك تهديد رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت بالقيام بعمل عسكري واسع في غزة إذا لم تقم السلطة الفلسطينية والحكومة بتسليم الجندي الإسرائيلي الأسير في العملية الفدائية الناجحة التي قامت بها بعض الفصائل الفلسطينية

فقد كشفت العملية الفدائية زيف نظرية الأمن الإسرائيلية، فلا الجدار العازل حمي أمن إسرائيل، ولا الانسحاب من غزة أبعد الخطر عن الإسرائيليين

لكنني لا أستطيع فهم المنطق الإسرائيلي وسياسة الغلوشة والخداع التي تمارس حالياً، لإرهاب الفلسطينيين من ناحية، ومحاولة كسب تأييد وعطف الرأي العام العالمي حول إسرائيل من ناحية ثانية، فإسرائيل - من قبل - نجحت في كسب عطف العالم الغربي معها نتيجة العمليات الفدائية الانتحارية التي قام بها الفلسطينيون ضد أهداف مدنية إسرائيلية، لكن هذه العملية الفدائية الأخيرة لم تكن ضد أهداف مدنية، بل كانت ضد الجيش الإسرائيلي، وأسفرت عن مقتل اثنين وإصابة ستة جنود ووقوع جندي إسرائيلي في الأسر، فلماذا يؤيد العالم إسرائيل اليوم، ولماذا يساندها ويقف إلي جوارها، ويبذل كل الجهود الممكنة من أجل فك أسر الجندي الإسرائيلي

هذا في الوقت الذي تمارس فيه إسرائيل يومياً سياسة قتل الأطفال والنساء والشيوخ ضد الفلسطينيين، بل وتعتقل الأطفال والنساء في سجونها، والعالم لا يدينها وينظر إلي تلك الأعمال الإجرامية علي أنها نوع من الدفاع المشروع عن النفس ضد الإرهاب الفلسطيني

أي إذا قام الفلسطينيون بعمليات فدائية ضد أهداف مدنية إسرائيلية فهي مدانة، وإذا قاموا بها ضد أهداف عسكرية إسرائيلية مثل العملية الأخيرة فهي مدانة أيضاً

والعالم كله مع بعض العواصم العربية مثل القاهرة وعمان، يمارس ضغوطاً علي الفلسطينيين من أجل تسليم الجندي الإسرائيلي الأسير بدعوي منع الاجتياح الإسرائيلي لمدينة غزة

وهذا فوق قدرتي علي الفهم والاستيعاب، إن هذا الجندي الأسير ارتكب من الجرائم ما يستدعي قتله وأسره، وما أقدم عليه الفلسطينيون في عمليتهم الأخيرة هو دفاع مشروع عن النفس، فكيف تبذل الدبلوماسية المصرية والدبلوماسية الأردنية من خلال قنوات مخابراتية الجهود مع دول العالم الغربي من أجل فك أسر الجندي الإسرائيلي؟

ثم ماذا بعد تسليمه إلي إسرائيل؟ هل هذا سيوقف سياسة القتل وسفك دماء الفلسطينيين؟ وسيمنع العمليات العسكرية ضد الأطفال والنساء

أعرف أنه لا توجد إجابة عن هذه الأسئلة، ولا أحد لا في مصر ولا في الأردن، ولا في أي عاصمة، تبذل جهودها لتنفيذ مطالب إسرائيل يملك إجابة هذه الأسئلة، لكنه منطق القوة والغطرسة الإسرائيلية في مواجهة حالة الضعف والعجز العربي، فالحكومات العربية مستبدة ومتغطرسة في مواجهة شعوبها، لكنها ضعيفة وخائرة القوي أمام إسرائيل

إن إسرائيل في النهاية سوف تتسلم أسيرها، والفلسطينيون في النهاية سوف يحصدون قتلاهم من الأطفال والنساء ومن قيادات الفصائل الفلسطينية التي قامت بأسر الجندي الإسرائيلي، فأي عدل وأي شرف في هذا العمل الذي يبدو أننا مجبرون علي القيام به

0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster