12.3.08

في الممنوع 28/7/2006


في الحوار الذي أجراه جمال مبارك أمين السياسات بالحزب الوطني مع المواطنين علي موقع الحزب بشبكة الإنترنت قال: إن موقف الحزب من موضوع حق التظاهر هو أمر لا خلاف عليه.. وأضاف أن العديد من التظاهرات خرجت في الأعوام الماضية ومر أغلبها دون عنف أو خروج علي النظام.. ولكن - يقول - حدثت بعض الحوادث المؤسفة في عدد من هذه التظاهرات.. وكان موقف الحزب الوطني منها واضحاً.. وهو ضرورة التعامل مع التظاهرات بشكل حضاري حتي تتمكن القوي السياسية المختلفة من التعبير عن رأيها في إطار الالتزام بالقانون.
ويفهم من كلام جمال مبارك الآتي

١- إن حق التظاهر مشروع

٢- إن أجهزة الأمن تعاملت مع عدد من التظاهرات بشكل مؤسف

٣- إن الحزب الوطني يدين أي تجاوز من جانب جهاز الأمن

٤- ضرورة التعامل مع التظاهرات بشكل حضاري

ومساء الأربعاء الماضي (أمس الأول) وهو نفس اليوم الذي نشرت فيه تصريحات جمال مبارك في صحيفة «الأهرام» علي صفحة كاملة.. خرجت تظاهرة حاشدة في ميدان التحرير.. ضمت بضعة مئات من المعارضين للعدوان الإسرائيلي علي كل من لبنان وغزة.. والذين نددوا بمواقف الحكومات العربية المتخاذلة.. التي سادت بين الجلاد وبين الضحية.. وفي المقابل كانت الآلاف من قوات الأمن المركزي وجميع أجهزة وزارة الداخلية تحاصر ميدان التحرير.. وتطوق التظاهرة.. محملة بالدروع والعصي المكهربة.. وحاصرت المتظاهرين في مربع صغير من الميدان.. كما منعتهم من الوصول إلي مقر حزب التجمع بوسط البلد للمشاركة في المؤتمر الشعبي لمناصرة الشعبين الفلسطيني واللبناني.. فأين حق التظاهر الذي تحدث عنه جمال مبارك، وأين هذا الإجماع الحزبي داخل الوطني علي حق التظاهر؟ وهل وزارة الداخلية لها سياسة تختلف عن سياسة الحزب الحاكم؟

هل يقول جمال مبارك ووراءه الحزب الوطني، إن حق التظاهر مشروع.. بينما تقول وزارة الداخلية إنه غير مشروع ومجرم قانوناً وأنها ستتعامل معه بكل قسوة.
هل نحن بصدد سياستين مختلفتين.. واحدة تخص الحزب الوطني وجمال مبارك تتحدث عن التعامل مع التظاهرات بشكل حضاري.. وسياسة أخري تخص وزارة الداخلية تتبني أسلوب المواجهة والتعامل بقسوة مع المتظاهرين؟

هل الحكومة الحالية هي حكومة الحزب الوطني أم أنها حكومة حزب آخر غير الذي يتحدث عنه جمال مبارك؟

إنني لن أذهب بعيداً.. حتي لا أتهم بالمزايدة علي أحد.. وأقول إن هذا الجيش العرمرم من الأمن المركزي.. أشرف له أن يحارب إلي جانب المقاومة الفلسطينية والمقاومة اللبنانية.. فليس هناك عاقل أو مجنون يطالب بذلك.. ولكنني أقول ليست هذه هي مهمة ولا دور الأمن المركزي في قمع التظاهرات والتصدي للمتظاهرين والتعامل معهم بغلظة وقسوة ومنع حقهم المشروع في التعبير عن رأيهم كما صرح جمال مبارك.. أم أن المسألة لا تخرج عن كونها «كلام وبس».ب

0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster