19.3.08

في الممنوع 29/11/2006


لا أعرف السنة التي ولد فيها الدكتور مفيد شهاب وزير الشؤون البرلمانية، ولا الظروف التي ولد فيها، ولا لماذا أطلق عليه والده اسم «مفيد»!

«شهاب» هو اسم الأسرة، وهو يعني النجم الساطع، والدكتور مفيد نجم ساطع في سماء السياسة.. رجل لكل العصور.. ظهر في عهد عبدالناصر، وكان أحد رجال نظام حكمه، ولو امتد العمر بالرئيس عبدالناصر لكان للدكتور مفيد شأن آخر.

لكن قضية مراكز القوي عام ٧١ قضت علي طموحه السياسي، وكان لابد أن يتواري ويختفي ويكتفي بالعمل الجامعي، وأن يحمد الله أنه لم يتعرض للسجن كما تعرض له غيره.

إلي أن ظهر في بدايات عهد الرئيس مبارك في قضية طابا في بداية الثمانينيات، وبدأ نجمه يلمع من جديد، وتعلم الدرس، وقرر أن يظهر ولا يختفي مرة أخري.. والطريق إلي ذلك معروف.. أن ترضي السلطان عنك.. وأن تعرف الحدود التي لا يجب عليك تجاوزها.. فإذا كان مسموحاً لك بالدخول ثلاثة أمتار..
فعليك أن تتقدم مترين فقط.. تأدباً وتعقلاً واحتراماً.. وتدرج الدكتور مفيد في المناصب الرسمية مرة أخري.. ولا تكاد تعرف له موقفا في أي من هذه المناصب التي تقلدها، وما هي البصمة التي تركها عليها.. غير رغبته في الاستمرار في المنصب.

ومشكلة الدكتور مفيد هي أنه يريد أن يعطي عن نفسه صورة ليست له.. أي أنه يتصرف بطريقة.. ويريد أن يترك انطباعاً لدي الرأي العام مختلفاً تماماً عن الطريقة التي يتصرف بها.

شيء أقرب إلي الازدواج في الشخصية.. وفي الحقيقة لا يوجد ازدواج إنما هو الصراع الداخلي.. ولعبة التوازنات.. التي تجعلك تمشي علي الحبل.. أن تدلي بتصريح معين.. ثم تتراجع عنه.. أو أن تغيره علي نحو مغاير لحقيقة ما قلت.

هذا هو الدكتور مفيد.. عشرات التصريحات يدلي بها.. ثم يتراجع عنها ولا يعترف أبداً بخطأ يقع فيها.. فهو معصوم من الوقوع في الخطأ.. وهو يريد أن يرضي الحاكم.. وأن يحصل علي احترام المحكوم.. وهذا صعب.. بل من رابع المستحيلات في لعبة السياسة في مصر


حقيقة شخصية الدكتور مفيد أنه ملكي أكثر من الملك.. فإذا أراد الحاكم قانوناً يوسع من هامش الحرية ـ وهذا افتراض ـ وطلب من الدكتور مفيد أن يتولي صياغة هذا القانون..

فإنه يميل باسم الحفاظ علي حق المجتمع وأمن النظام إلي وضع القيود التي تقلل من مساحة الحرية.. ولذلك فكل قوانين الإصلاح السياسي التي ستخرج من تحت يديه.. لو قدر له أن يفرغها من مضمونها.. لفعل ذلك بلا تردد وبدم بارد.. وهو في هذا متسق تماماً مع ذاته.. حتي ولو أراد أن يظهر علي خلاف ذلك..

لو أراد الدكتور مفيد شهاب أن يحصل علي راحة البال.. لرضي بدور محامي الحكومة ومحامي النظام والمدافع عنه..

ووضع خبراته وإمكانياته في خدمته.. وله في ذلك أن يتخذ ما يشاء من مواقف وأن يدلي بما يشاء من تصريحات.. ثم ينسي أي شيء آخر. الشيء المحير بالنسبة لي هو أنني لا أزال أفكر لماذا اختار والده اسم «مفيد» له؟


0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster