16.3.08

في الممنوع 29/9/2006


سألني قارئ: ما هي القضية الأولي في مصر الآن؟

سألته: الأولي بالنسبة لمن؟ كما أتصورها أنا.. أم كما يتصورها المواطن، أم كما يتصورها نظام الحكم؟

سألني: وهل هناك فروق بين تلك التصورات؟

قلت: طبعا.
بالنسبة لي.. هي الديمقراطية والإصلاح السياسي الحقيقي، الذي بدونه سوف نظل علي هذه الحالة من التوهان وغياب الرؤية والفساد الذي نعيش فيه.. فما تحتاجه مصر هو رسم سياسة واضحة لمستقبل نظام الحكم فيها، ولا يهم من يتولي السلطة بعدها.. يبدأ اسمه بحرف الجيم أو الدال أو أي حرف آخر، فالحاكم يعرف والشعب يعرف متي تبدأ فترة حكمه ومتي تنتهي، ثم مع السلامة أو مع اللعنات، هذا مع عدم استبعادي البعد الاجتماعي، أي أن الحكم يجب أن يكون لمصلحة الغالبية العظمي من الشعب وليس لصالح فئة صغيرة محدودة منه، هي التي تتمتع بخيراته وتتقاسم ثرواته فيما بينها

وبالنسبة للمواطن العادي البسيط، الذي لا تشغله أمور السياسة كثيرا، وهؤلاء يشكلون الغالبية العظمي من الشعب.. القضية الأولي هي لقمة العيش، وهذا المواطن فقد الثقة ولايزال في كل شيء، يسخر من حكامه ويسخر من نفسه إذا لزم الأمر

أما بالنسبة لنظام الحكم، فالقضية رقم واحد، التي تسبق خدمة المواطن المنكوب والمبتلي والصابر، وتسبق إقامة حياة ديمقراطية سليمة، وتسبق أمن البلاد القومي، فهي أمن الحاكم، أي توفير أكبر قدر من الأمن لرئيس الجمهورية، ويعقبه مباشرة أمن نجله أمين السياسات بالحزب الوطني، ثم يأتي أي شيء آخر بعد ذلك، بعدة خطوات.
فاجأني القارئ: وأين ملف التوريث من هذه الأولويات؟

قلت: التوريث قضية تحاول قلة من الحزب الحاكم وخارجه فرضها، وجعلها كأنها القضية الأولي في مصر، وهناك مقاومة ورفض لذلك، ولن يكتب لها النجاح، وإذا حدث التوريث في مصر سيكون ضربا من الجنون، كما صرح نائب وزير الخارجية الأمريكي منذ بضعة أيام، وأضيف: وسيدفع البلاد إلي أبواب المجهول والفوضي

مهندس ياسر محمد توفيق: حتي نهاية السبعينيات من القرن الماضي كانت هيئة الطاقة الذرية تحتل مكانا بارزا يقع بجوار المقر الصيفي لمجلس الوزراء بمنطقة بولكلي بالإسكندرية، وفي ليلة من زمن الانكسار والمهانة والهوان، تم تحويل المبني إلي مقر للحزب الوطني الديمقراطي، وتم إلغاء كل ما يتعلق بالطاقة النووية طبقا لتعليمات سيدة الكون أمريكا.
وفجأة اكتشفنا أثناء الانطلاقة الثانية للحزب المذكور، والتي أدعو أن تكون الأخيرة، أننا في حاجة ماسة لبناء محطات طاقة نووية، حيث إن رصيدنا من البترول قد أوشك علي النفاد

وعليه أقترح إعادة هيئة الطاقة النووية إلي مبناها ببولكلي، أما الحزب الوطني فلا مانع من عودته إلي الشارع

0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster