12.3.08

في الممنوع 29/7/2006


في الحوار الذي أجرته جينرال نوري مع الكاتب الصحفي غسان تويني صاحب صحيفة «النهار» اللبنانية، والذي أذيع مساء الخميس الماضي علي شاشة قناة «العربية» سألته كيف فهمت تهديد حسن نصر الله زعيم حزب الله بضرب ما بعد بعد حيفا؟

قال تويني: إنه فهمه علي أن حزب الله يمتلك قدرة صاروخية قادرة علي ضرب مفاعل ديمونة الإسرائيلي النووي في صحراء النقب.
وفي تفسيرات لمحللين آخرين فهموها علي أن حسن نصر الله يقصد الوصول بصواريخه إلي العمق الإسرائيلي، أي إلي تل أبيب نفسها مركز الحكم وصناعة القرار في إسرائيل

وفي الحالتين، ضرب مفاعل ديمونة النووي كما قال غسان تويني أو ضرب تل أبيب كما قال آخرون، فهذا سيشعل حرباً إقليمية واسعة في المنطقة.
وربما هذا التهديد من جانب حسن نصر الله، يفسر رفض الحكومة الإسرائيلية، مخططات قيادات الجيش لتوسيع نطاق العمليات العسكرية ضد لبنان وضد حزب الله، والسماح له باجتياح بري واسع للجنوب اللبناني

ولا أعتقد أن هناك أحداً داخل إسرائيل أو داخل لبنان، لا يتعامل مع تصريحات حسن نصر الله بالجدية المطلوبة، فالجميع يعرف من خلال تجارب سابقة أنه لا يطلق تصريحاته في الهواء، وأن لديه المصداقية فيما يقوله

ولا يعني التهديد بالدخول في مرحلة «ما بعد بعد حيفا»، أن حسن نصر الله سوف ينفذ تهديداته علي الفور، وأنه سيطلق صواريخه علي تل أبيب أو علي صحراء النقب لضرب مفاعل ديمونة، كما قال غسان تويني، فهذا التهديد سيدخل مرحلة التنفيذ عندما تضعف قدرته الصاروخية أو عندما تقترب إسرائيل من كسر شوكة حزب الله وتحطيم عظامه، أي عندما تقترب ساعة الصفر، التي يملك شفرتها كل من إسرائيل وحزب الله

وقد يكون صحيحاً أن حزب الله هو الذي أعطي لإسرائيل الذريعة أو المبرر للعدوان علي لبنان، أو أن إسرائيل اتخذت من عملية حزب الله ضد الجنديين الإسرائيليين ذريعة لشن الحرب علي لبنان، وقد يكون صحيحاً أيضاً أن حزب الله لم يخبر أحداً بعمليته ضد إسرائيل، كما قال حسن نصر الله نفسه، لكنني لا أتصور أبداً أن حزب الله لا يقوم بالتنسيق مع الحكومة اللبنانية من خلال وزرائه في الحكومة أو من خلال قنوات أخري مثل نبيه بري رئيس محلي النواب علي إدارة المعركة مع إسرائيل، فقد تداخلت جوانبها العسكرية والسياسية والإنسانية والنفسية مع بعضها البعض بشكل كبير، وموافقة وزراء حزب الله علي خطة فؤاد السنيورة، رئيس الحكومة اللبنانية، للتحرك والخروج من الأزمة الراهنة، هي أكبر دليل علي وجود هذا التلازم والتنسيق بين حزب الله والحكومة اللبنانية، كما أنها تمثل مرونة سياسية من حزب الله

ونجاح أو عدم نجاح هذا السيناريو، متوقف علي عوامل عدة، بعضها يتعلق بإسرائيل وبقدرتها علي مواصلة العدوان وتحقيق الأهداف التي أعلنتها، والتي تتراجع عنها الواحدة بعد الأخري، وعلي تماسك جبهتها الداخلية، كما أن بعضها متعلق بموقف الولايات المتحدة الأمريكية التي يتهمها بعض الإسرائيليين، بأن الجيش الإسرائيلي يحارب بالنيابة عن أمريكا في لبنان، لردع إيران وللقضاء علي ما تسميه أمريكا «المنظمات الإرهابية»، وبعضها الثالث متعلق بحزب الله والشعب اللبناني وقدرتيهما علي الصمود والحفاظ علي تماسك وحدة لبنان

كلها عوامل متشابكة ومعقدة، والذي يملك القدرة علي الصمود هو الذي سيخرج من هذه الحرب منتصراً، أما الذين يتحركون في الفراغ، فهؤلاء كتبوا بأنفسهم كلمة النهاية، والنهاية لن تكون في صالحهم، ولا في صالح أنظمتهم

0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster