10.3.08

في الممنوع 3/7/2006


أريد أن «أصرخ» وأن «ألطم» علي خدي من موقف الحكومة المصرية الغريب من راعي كنيسة المقطم الأنبا ماكسيموس، الذي قرر أن يقيم مجمعاً مقدساً في مواجهة المجمع المقدس للكنيسة المصرية الأرثوذكسية الأم، الذي يرأسه البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية.

لقد اعترفت الحكومة بالأنبا ماكسيموس وبكنيسته التي أعلن انشقاقها عن الكنيسة الأم.. حسبما قال القمص صليب متي ساويرس عضو المجلس الملي في تصريحات لـ«المصري اليوم» تحت ضغط أمريكي.

ولم ينكر الأنبا ماكسيموس هذا الضغط الأمريكي علي الحكومة المصرية.. وأكد في تصريحات لـ«المصري اليوم» أمس، أن كنيسته معتمدة في أمريكا.. وأنه يسعي إلي إنشاء المجمع المقدس التابع لكنيسته بطريقة قانونية.. ثم أضاف أن أحداً لا يستطيع وقف نشاطنا.. وقال: إنه واثق في أن الحكومة المصرية ستوافق علي جميع طلباته بإنشاء كنيسة في كل مدينة وأبرشية بكل محافظة.. وقال: إنه لا أمل في إصلاح الحال إلا من الخارج.

وربما هذه التصريحات تنطبق علي الجانب السياسي.. فالبعض لا يري أدني أمل في الإصلاح من الداخل بعد صدور قانون السلطة القضائية المعيب، والذي خيب أمل القضاة في حصولهم علي استقلالهم الحقيقي.. وكذلك الشروع في ارتكاب جريمة إصدار قانون الحبس في قضايا النشر.. الذي سيصدر علي عكس ما صرح به الرئيس حسني مبارك منذ أكثر من عامين.. من إلغاء عقوبة الحبس في قضايا النشر كما الحال في كل بلدان العالم الديمقراطية.
لكن أن ينطبق الإصلاح من الخارج علي أحوال الكنيسة المصرية فهذا جريمة بكل المقاييس لا يجب السكوت عليها.

إنني أتفق مع ما قاله القمص ساويرس في أن هذا الانشقاق قرار خطير من الأنبا ماكسيموس، ونذير شؤم للكنيسة المصرية الأم.. وعلي الدولة أن تري نفس ما يراه القمص ساويرس.. وألا تسمح بحدوث مثل هذا الانشقاق.. وألا تقبل بأي ضغط خارجي عليها.. فهذا خط أحمر بالنسبة لأقباط مصر.. وبالنسبة لكل مصري.. قبطي أو مسلم.

إن الدولة إذا سمحت بقبول وضع مثل هذا، وإذا رضخت للضغوط الواقعة عليها، والتي أشار إليها الأنبا ماكسيموس نفسه.. فمن المتوقع أن تتكرر نفس المهزلة في الدين الإسلامي.. أن يخرج علينا معتوه يعلن تنصيب نفسه شيخاً للجامع الأزهر لأنه لا يعجبه تصرفات شيخ الأزهر الحالي الدكتور محمد سيد طنطاوي.. لأنه يتحدث باسم الحكومة وليس باسم الأزهر ورجاله.

ليس المطلوب من الدولة فقط إعلان موقفها الرافض للخروج علي الكنيسة المصرية الأم.. إنما مطلوب منها أن تمنع اكتمال الجريمة التي يرتكبها الأنبا ماكسيموس في حق المصريين جميعاً.
إنني كمصري وكمسلم أرفض هذا الانشقاق، بالرغم من اعتراضي علي الكثير من تصرفات وقرارات البابا شنودة.
ما يحدث لا يدخل في باب حرية العقيدة.. إنما هو تخريب للعقيدة.. ولعب بالنار لا يجب السماح به تحت أي دعوي وأي مسمي.

مبروك للمستشار ماهر عبدالواحد قرار رئيس الجمهورية بتعيينه رئيسا للمحكمة الدستورية العليا.. ومبروك للشعب المصري إبعاده عن منصب النائب العام.
هامس داخلي يقول لي: لا تفرح كثيراً انتظر حتي تري سياسات النائب العام الجديد.

لماذا لا يظهر أمين السياسات بالحزب الوطني، ويعلن موقفه من مشروع قانون الحبس في قضايا النشر.. من خلال لقاء يعقده مع الصحفيين في دارهم.. حتي نتعرف عليه أكثر.. ونري رؤيته الإصلاحية التي يقودها داخل الحزب الوطني؟

0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster