12.3.08

في الممنوع 3/8/2006


شعرت بالخزي والعار بعد مطالعتي التصريحات التي أدلي بها أحمد أبوالغيط وزير الخارجية.. خاصة أنها صادرة عن وزير خارجية مصر.. وزاد من شعوري بالعار أن يدين مجلسا الشعب والشوري بعد ٢٢ يوماً علي قيام الحرب، العدوان الإسرائيلي علي لبنان، وشعرت بالإهانة أن يتحرك الحزب الوطني الحاكم الآن ويدين هو الآخر هذا العدوان.
هؤلاء لا يعبرون عني.. ولا يعبرون عن أحد من الشعب المصري

هؤلاء يعبرون عن أنفسهم فقط.. فقد جاء تحركهم بعد أن صدرت لهم التعليمات، وبعد ٢٢ يوماً كاملة من العدوان الإسرائيلي.. ماذا كان يفعل هؤلاء خلالها؟

هل كانوا ينتظرون سقوط المقاومة اللبنانية؟ هل كانوا يتوقعون أن الحرب لن تستمر سوي أيام معدودة وتحسمها قوات الاحتلال الإسرائيلي؟ هل كانوا يدرسون طوال هذا الوقت.. متي سيصدرون بيانات الإدانة

إن إدانة هؤلاء.. ما هي إلا للتغطية علي الرفض الشعبي، وذراً للرماد في العيون

نعم.. تمنيت ألا أكون مصرياً لكي أعيش هذه المشاهد المخزية.. وتمنيت أن تنعم شعوب أخري غير مصر.. بالأستاذ أبوالغيط.. وبالسادة في مجلسي الشعب والشوري.. وبالحزب الحاكم وأمانة سياساته.. وبكل الذين أهانونا وأذلونا.. وجعلوا رقابنا في حجم السمسمة!
بعد ٢٢ يوماً علي قيام هذه الحرب المجنونة.. يقول أحمد أبوالغيط أمام لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشوري.. إن العرب لن يحاربوا بالدماء المصرية.. وقال: إن مصر أولي دول العالم تحركا بعد اشتعال الموقف في لبنان.. مشيراً إلي أن الرئيس مبارك كلفه بالسفر إلي دمشق بعد ٤ ساعات من عملية أسر حزب الله الجنديين الإسرائيليين.. وقال إنه اتصل بوزيرة خارجية إسرائيل تسيبي ليفني، التي أبلغته بأن «السيف سبق العذل» وأن مجلس الوزراء الإسرائيلي اتخذ قراره بعملية عسكرية موسعة

الرسالة التي حملها أبوالغيط إلي دمشق يسميها تحركاً.. فهل يقول لنا ما فحوي هذه الرسالة التي نقلها إلي المسؤولين السوريين؟ أتحداه أن يقول مضمونها.. وأتحدي أن يخرج مضمونها عن تحذير سوريا من التورط في هذه الحرب.. ودعوتها إلي التخلي عن المقاومة اللبنانية.. وإلي الضغط علي حزب الله من أجل تسليم الأسيرين الإسرائيليين.
فهل هذا هو التحرك المصري الذي يتحدث عنه وزير خارجية مصر الهُمام؟ هل التحرك هو في اتصال وزيرة خارجية إسرائيل.. التي أخبرته بأن إسرائيل اتخذت قراراً بالحرب ضد لبنان؟ أي أن مصر أول دولة في العالم - بعد أمريكا - هي التي عرفت بموعد شن الحرب علي لبنان؟ فماذا قال لها الوزير أبوالغيط؟

هل يقول لنا ماذا قال لها؟ هل قال لها: حاضر يا أفندم؟ أم قال لها: أنتم في إسرائيل أدري بمصالحكم؟

ثم هل لهذا علاقة بالتصريحات المتكررة التي خرجت علي لسان إيهود أولمرت رئيس الوزراء الإسرائيلي، التي أعلن فيها وقوف دول عربية كبري لأول مرة إلي جانب إسرائيل في حربها ضد لبنان؟ وهل مصر من بين هذه الدول العربية التي قصدها أولمرت؟

تبقي أخيراً أكذوبة أن العرب يريدون أن يحاربوا بالدماء المصرية! فهل يدلني أحمد أبوالغيط علي مواطن عربي واحد طالب مصر بخروج جيشها لكي يحارب في لبنان؟

هذه أكذوبة نروجها نحن.. وللأسف يصدقها البعض.
لم يطالب أحد.. لا في مصر ولا خارجها.. بأن تُحارب مصر.. ولا أن تدخل حرباً لا تُريدها وغير مستعدة لها.
كل المطلوب فقط ألا تجعلونا نشعر بالخزي والعار من مواقفكم المخزية وأدائكم الهابط

0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster