14.3.08

في الممنوع 4/9/2006


لست في حاجة ـ أنا أو غيري ـ إلي دعوة من الزميل الأستاذ عادل حمودة للتعليق علي ما كتبه في العدد الأخير من صحيفة «الفجر» التي يرأس تحريرها، حول واقعة الاعتداء علي الشاب أمجد مختار حسين من أحد ضباط أمن الدولة في منطقة الزعفرانة بالبحر الأحمر، فليس أقسي علي النفس ولا أحقر من جريمة إهدار كرامة إنسان.
وكما علمت من مصادر قريبة من أمجد نفسه، ومما نشرته «الفجر»، فالاعتداء وقع في حضور زوجته، من ضرب مبرح علي جميع أجزاء جسده، وتجريده من ملابسه وتهديده بالاغتصاب.
وكل جريمة أمجد هي أنه لم يكن يحمل معه كارنيه العمل، عندما طلبه منه أمين الشرطة في نقطة تفتيش الزعفرانة، وكان في مقدور أمين الشرطة، أن يطلب منه الاطلاع علي بطاقته العائلية أو علي أي إثبات آخر لشخصيته

وأمجد ليس حالة فردية، فهو واحد من مئات، وربما آلاف الحالات التي امتهنت فيها كرامتهم وتعرضوا للتعذيب داخل السجون أو في أقسام الشرطة علي أيدي بعض المرضي من رجال الشرطة، لكن الجديد في حالة أمجد أن الاعتداء عليه تم في عرض الطريق العام وأمام زوجته وبعض أصدقائه، ضمن فوج سياحي متجه إلي مدينة القصير علي البحر الأحمر.. إنه غير منتمي إلي حزب سياسي أو إلي تنظيم سري، وغير مشتغل أساسا بالعمل السياسي، وكأن وزارة الداخلية في هذا التصرف المشين أو بعض أفرادها، ترفع شعار: التعذيب حق علي كل المصريين.. من يشتغل منهم بالعمل السياسي، ومن لا يشتغل به.. عملا بالنص الدستوري الذي يساوي بين المصريين جميعا في الحقوق والواجبات.. ومن بين هذه الواجبات إهدار كرامة الإنسان، بغض النظر عن نوعه وديانته وحالته الاجتماعية

وإلي أن تصدر المحكمة التأديبية التابعة لوزارة الداخلية قرارها في ١٣ أكتوبر المقبل بحق ضابط أمن الدولة المتهم بتعذيب أمجد مختار حسين، أعتقد أن أقل ترضية يمكن أن تقدمها وزارة الداخلية، هي الاعتذار عما حدث، ليس الاعتذار لأسرة أمجد، ولكن الاعتذار للرأي العام بعد النشر الواسع الذي حظيت به قضية أمجد.. والاعتذار لا يقلل من قيمة وزارة الداخلية، بل يرفع منها. وبعد الاعتذار.. علينا الانتظار حتي ١٣ أكتوبر المقبل

0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster