22.3.08

في الممنوع 5/12/2006


ماذا ستقول مجموعة «١٤ مارس» التي تتشكل منها حكومة فؤاد السنيورة في لبنان، بعد المظاهرة الحاشدة التي ملأت ساحتي رياض الصلح والشهداء في قلب بيروت، وتعد أكبر تجمع شعبي في تاريخ لبنان؟

هل يمكن أن تدعي مجموعة «١٤ مارس» بعد الآن أنها تمثل الأكثرية، وأن المعارضة هي الأقلية، والأوهام، كما وصفها النائب سعد الحريري، رئيس كتلة تيار المستقبل؟

ففي هذه المظاهرة الحاشدة تحولت الأكثرية إلي أقلية.. والأقلية إلي أكثرية، ومن مصلحة لبنان أن تعترف الأكثرية بهذه الحقيقة، وأن تعود إلي الحوار.. وتفسح مجالا أوسع للمعارضة، للمشاركة في الحكم، وإلا فسقوط حكومة السنيورة أصبح مسألة وقت، ليس أكثر

إن الشارع اللبناني قال كلمته.. وعلي نواب الأكثرية في البرلمان اللبناني ألا يدفنوا رؤوسهم في الرمال، وأن يروا الحقيقة أمام أعينهم ساطعة كالشمس

لن يستطيع فريق في لبنان، أن يقصي أو يستبعد الآخر، ومن مصلحة الفرقاء أن يجلسوا ويتفاهموا، بشرط أن يقرأوا الواقع، وينسوا أحقادهم، وأن يضعوا مصلحة لبنان فوق مصالحهم الشخصية

إن شعب لبنان هو من أعظم شعوب الأرض قاطبة.. ومأساته في زعاماته، وفي الأحقاد التي تأكل قلوب البعض منهم، ولرئيس الوزراء اللبناني السابق سليم الحص قول مأثور: في لبنان حرية كبيرة.. وديمقراطية أقل.. ونحن في مصر نمارس حرية أقل، وديمقراطية معدومة

ما نمارسه في مصر ليست له علاقة بالديمقراطية، يمكنك أن تسميها ما تشاء.. لكن المؤكد أن هذه الممارسة مقطوعة الصلة بشيء اسمه الديمقراطية.. التي تعني تداول السلطة بين القوي السياسية

ما نعيشه وما نمارسه من حياة سياسية، هو ديكتاتورية مقنعة، فالحكومة وحزبها الوطني تعرف ذلك، والمعارضة هي الأخري تدرك ذلك

هي تمثيلية نعيشها.. وكل من الحزب الحاكم وأحزاب المعارضة يمثلان علي بعضهما البعض، والغالبية العظمي من الشعب المصري تخرج لسانها لهما.
لا نريد حرية لبنان، ولا نريد أحقاد زعاماته.. نريد حرية أقل، ونريد ديمقراطية أوسع

نريد فقط أن نعرف الفترة التي يبقي فيها رئيس الجمهورية في الحكم.. متي يتسلم الحكم، ومتي يغادره؟

هل هذا كثير؟!
ونريد آليات وقوانين تضمن نزاهة الانتخابات البرلمانية والرئاسية والطلابية والعمالية، وتمنع جرائم التزوير والتزييف.. مثل أقل دولة ديمقراطية في العالم

هل هذا كثير؟!
هذا هو كل المطلوب وفقط.. وكل شيء سيأتي بعد ذلك

لا نريد حديثاً عن الإصلاح السياسي.. ولا عن إصلاحات دستورية.. فكل هذا كذب و«بكش» وعملية خداع ونصب علني.. يشارك فيه كل من الحكومة وحزبها الوطني، وأحزاب المعارضة أيضاً.
لبنان منكوب بزعاماته وأحقادهم.. ومصر منكوبة في عمودها الفقري، وهو نظام الحكم فيها، الذي ثبت فشله.. ليس اليوم فقط، ولكن منذ ٥٤ عاماً

0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster