8.3.08

في الممنوع 5/6/2006


أعلن مؤخرا أن حركة فتح قررت نشر ٢٥٠٠ جندي من أفرادها في مدينة جنين بشمال الضفة الغربية، بدعوي مساندة قوات الأمن الفلسطينية في حفظ الأمن والاستقرار.

ومنذ حوالي شهر تقريبا قرر سعيد صيام وزير الداخلية في حكومة حماس، تشكيل قوة أمنية خاصة من بعض الفصائل الفلسطينية وتحت سيطرة كوادر من حماس لنشرها في مدينة غزة، وذلك في مواجهة أو كبديل عن قوات الأمن الفلسطينية التابعة للرئيس محمود عباس والخاضعة تحت سيطرته، وليس لحكومة إسماعيل هنية أي سيطرة عليها، إنما هي تتلقي أوامرها وتعليماتها من الرئيس عباس نفسه، وهو الأمر الذي كان محلا للاعتراض من جانب محمود عباس عندما كان رئيسا للحكومة في فترة رئاسة الرئيس ياسر عرفات للسلطة الفلسطينية.

وأسفر هذا الخلل الأمني عن حدوث حالة من الهرج والمرج في الشارع الفلسطيني بعد تشكيل هذه القوة الخاصة التي قالت حكومة حماس إن من حقها تشكيلها لضمان سيطرتها علي الأمن في غزة، واعترض الرئيس عباس علي ذلك، مما أسفر عن حدوث مواجهات في الشارع الفلسطيني بين قوات من فتح وقوات من حماس، وبين القوة الخاصة التي شكلتها حماس وبين قوات الأمن الخاضعة لسيطرة عباس.

وسقط قتلي وجرحي في المواجهات فقررت بعدها حكومة حماس سحب هذه القوة الخاصة إلي مناطق بعيدة عن بؤر الصراع في غزة، لكنها ـ أي حماس ـ لم تقم بحل تلك المليشيات التي تتكون منها القوة الخاصة، وأكد قائدها أنهم في انتظار تعليمات أخري.

وهو وضع بائس وشديد الخطورة علي الداخل الفلسطيني، وينذر بعواقب وخيمة ويدفع الفلسطينيين إلي الوقوع في هذا المستنقع العفن، والذي دفع حركة فتح إلي حد التفكير في تشكيل قوة أمن خاصة هي الأخري قوامها ٢٥٠٠ جندي لنشرها في مدينة جنين، مع أن فتح غير مشاركة في الحكومة، وليس من حقها قانونيا ودستوريا نشر مثل هذه القوات.

وكمناورة سياسية هدد الرئيس عباس بعدم زيارة مدينة غزة إلا بعد قيام حماس بسحب القوة الخاصة التابعة لوزير الداخلية سعيد صيام.

ما هذه الفوضي وحالة الارتباك بين عمل القوي والمؤسسات الأمنية الفلسطينية؟ وكيف يمكن من خلال هذا الوضع البائس، أن تتمكن السلطة وحكومة حماس من مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، والتفاوض علي حقوق الشعب الفلسطيني.

إن كل فصيل فلسطيني يهتم بمصالحه الخاصة فقط، ويحاول بسط نفوذه علي الشارع وعلي المواطن الفلسطيني، بالإرهاب وبالتواجد الأمني الكثيف، وبتهديد وترويع الآمنين من الفلسطينيين.

إذا كان هذا هو حال الفلسطينيين فهو وضع يسر عدوا ولا يسر حبيبا، فلا تريد إسرائيل من الفلسطينيين أكثر مما يفعله الفلسطينيون بأنفسهم من تشرذم واقتتال وجري وراء المصالح الشخصية الضيقة، حتي ولو جاءت علي حساب الشعب الفلسطيني وقضاياه وحقوقه المشروعة.

وفي ظل وضع خطير مثل هذا، ومرشح لمزيد من الخطورة، أخشي أن تغيب لغة الحوار، وأن يستبدل بها لغة نفي الآخر، أي لا وجود لحماس إلا إذا غابت فتح، والعكس، وهذا هو الخطر الأكبر علي قضية شعب لايزال يعيش تحت نير الاحتلال، لكن الثوار الأحرار قرروا أن يحاربوا معاركهم الشخصية لا معارك الشعب الفلسطيني

0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster