12.3.08

في الممنوع 6/8/2006


فكرة شيطانية سيطرت علي تفكيري بمجرد انتهائي من قراءة خبر سفر وزراء الخارجية العرب علي طائرة عسكرية مصرية إلي بيروت لعقد اجتماعهم هناك غداً الاثنين.. وهي إصابة الطائرة وبداخلها وزراء الخارجية.. بصاروخ إسرائيلي.. نتيجة خطأ في التقدير والحسابات.
وتوالت ردود الفعل الشعبية والرسمية العربية والعالمية علي هذا الحدث الكبير والفريد من نوعه.. ومن ثم النتائج المترتبة علي هذا العمل الإجرامي.

فعلي مستوي الشارع العربي: ربما تعم الفرحة.. فهؤلاء الوزراء علي أي حال لا يشغلون أهمية بالنسبة له.. ويري رجل الشارع في العالم العربي كله أنه لا يوجد فرق بين اجتماعهم في القاهرة أو في بيروت أو في الرياض أو حتي في تل أبيب.. فالمحصلة واحدة.. ومن غير المستبعد أن فكرة السفر وترتيبها طبخت في دوائر صنع القرار في كل من تل أبيب وواشنطن.. أو علي الأقل تم الحصول علي موافقة السلطات الإسرائيلية علي السماح للطائرة بالهبوط في مطار بيروت.

وعلي المستوي العالمي: ستتوالي ردود الفعل المنددة والمستنكرة لهذا العمل الإجرامي البشع.. وربما تطرح بعض الدول الأوروبية مثل فرنسا اقتراح إصدار بيان عن مجلس الأمن يدين هذا العدوان علي طائرة وزراء الخارجية العرب.. لكن الفيتو الأمريكي مثلما يفعل في كل مرة سيرفض إدانة إسرائيل.. وستُبرر الآنسة كوندوليزا رايس هذا العدوان.. بعد الإعراب عن أسفها لمقتل وزراء الخارجية العرب.

وفي إسرائيل: ستُدافع حكومة إيهود أولمرت عن نفسها.. وستحمل حزب الله المسؤولية كاملة عن سقوط الطائرة.. فقد تصورت خطأ أن الطائرة عليها أمين عام حزب الله حسن نصر الله.. وبالكثير سوف تُعرب حكومة أولمرت عن أسفها الشديد وحزنها العميق علي أرواح أصدقائها من وزراء الخارجية العرب، الذين يناصرونها ويؤيدون عدوانها علي لبنان وحق إسرائيل في القضاء علي حزب الله كمنظمة إرهابية يجب التخلص منها.

يبقي رد الفعل الرسمي العربي.. الذي قد يتراوح ما بين الصمت المطبق علي الجريمة.. وبين التماس الأعذار لإسرائيل.. فهي في ظروف حرب ومن غير المستبعد وقوع خطأ فيها.. وبين إصدار بيان يدين الحادث بصيغة مخففة لا تُغضب إسرائيل.

الشيء الذي أضمنه للأنظمة العربية أن المظاهرات لن تخرج إلي الشوارع في العواصم العربية منددة بما حدث.. ولن تتعالي الأصوات مطالبة بالتحقيق في هذه الجريمة.. ولا بالقصاص من الفاعل.. ولا بسحب السفراء العرب من تل أبيب.. ولا بطرد السفير الإسرائيلي من القاهرة أو عمّان.

ومنطق الشارع العربي هو أن دم وزراء الخارجية العرب.. ليس بأنقي ولا بأطهر من دماء شهداء «قانا» و«القاع».
ب

0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster