14.3.08

في الممنوع 6/9/2006


يزال أو لايزال جراج رمسيس المتعدد الطوابق، الذي بلغت تكاليفه حتي الآن ٣٦ مليون جنيه، كما ذهبت بعض التقديرات أو إلي أقل من ذلك بكثير، كما ذهبت تقديرات أخري.. ليست الإزالة هي المشكلة.

كما أنها ليست في القرار الذي أصدره مجلس الوزراء بإزالة جراج رمسيس، فالقرار أبرز المشكلة وأخرجها علي السطح وطرحها علي الرأي العام.. فكان المؤيد للإزالة، وكان المعارض لها.

المشكلة هي في التفكير العشوائي وسوء التخطيط، وفي إهدار المال العام، الذي أنفق علي جراج رمسيس، الذي يتكون من ثمانية طوابق، ويسع ٨٠٠ سيارة، فقد وافقت تسع جهات علي بناء الجراج، منذ بداية التفكير فيه، إلي استخراج التراخيص، إلي أن ظهر علي سطح الأرض وارتفعت طوابقه، وأصبح شاهداً علي القبح وغياب الضمير والعشوائية في اتخاذ القرار.

كيف اتخذ هذا القرار؟ وكيف صدرت التراخيص، ولماذا أنفقت كل هذه الملايين من الجنيهات؟ وبعد عامين يكتشف أن كل هذه الجهات الحكومية كانت علي خطأ، وأن المطلوب الآن هو إزالة الجراج

لو كان القرار بيدي، لأصدرت قرارًا بعدم التصرف في الجراج، وبالتحفظ عليه، ولن أتخذ قرارًا بالهدم، كما قرر مجلس الوزراء، ولن أستكمل بناءه وتجهيزه، كما يطالب آخرون

سوف أبقي الجراج علي الحالة التي هو عليها الآن، ليكون شاهدًا علي القبح والعشوائية في اتخاذ القرار، ونموذجًا صارخًا علي إهدار المال العام، ولكي يكون أيضا شاهدًا علي مدي الاستهتار وغياب الضمير لكل مسؤول تسول له نفسه أن يرتكب جريمة أخري وفي مكان آخر.

هذا الجراج يجب أن نبقي عليه، يشاهده ملايين المصريين كل يوم، الذين يمرون علي ميدان رمسيس، فوق كوبري السادس من أكتوبر، أو جمهور السكك الحديدية، لكي يتخذوا منه العبرة والعظة.

وهذا القرار لكي يكون فاعلاً ومؤثرًا، ويأتي بالنتائج المرجوة منه، لابد من إجراء تحقيق برلماني تحدد فيه المسؤولية، وتتم من خلاله إحالة كل مسؤول شارك في جريمة إهدار المال العام إلي المحاكمة، وتعليق صورهم علي مبني الجراج وعلي طوابقه.

لا تهدموا جراج رمسيس، ولا تستكملوا بناءه، اتركوه هكذا، لكي يعرف المصريون في أي زمن يعيشون، وفي أي عهد ارتكبت هذه الحماقة

0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster