12.3.08

في الممنوع 8/8/2006



من المستشار محمود الخضيري نائب رئيس محكمة النقض ورئيس نادي القضاة بالإسكندرية، وصلتني هذه الرسالة التي يعلق فيها علي مقال أمس الأول

السيد/ .......
قرأت بإعجاب شديد فكرتك المنشورة في بابك المحبب إلي نفسي «في الممنوع» والخاصة بإصابة الطائرة التي تحمل وزراء الخارجية العرب إلي بيروت، وقد رأيت فيها خيالاً متواضعاً أردت أن أطوره بخيال أكبر وأوسع، هو أن الطائرة كانت تحمل جميع الحكام العرب، فهذا هو ما يحلم به كل عربي يعيش هذه الأيام السود، ويري ما يحدث للشعب العربي في فلسطين ولبنان، ولك أن تتخيل ما سيحدث بعد ذلك في العالم العربي، وأنا أتخيل بالنسبة للشعوب أن الفرحة ستعم العالم العربي بعد فترة من الذهول نتيجة لعدم تخيل صدق الخبر، وأن إسرائيل ستحزن حزناً شديداً بسبب فقد أعوانها وسندها في الاعتداء علي فلسطين ولبنان، وسيجري تحقيق في كيفية إصابة الطائرة، تعلن بعده أن «حزب الله» قد أعطته إيران صاروخاً مضاداً للطائرات لضرب هذه الطائرة، أما أمريكا وقد فقدت كل حلفائها، ولأنها بلد يتسم كما هو معروف بالنذالة والتخلي عن الأصدقاء عندما تتخلي السلطة عنهم، وأنها تعلم أن هؤلاء الحكام العرب لا شعبية لهم، ولكي تتقرب إلي الشعوب العربية التي تشعر أن القيد الذي كانت تقيدهم به قد زال، فإنها ستعلن أن مخابراتها كانت تعلم بأن الطائرة ستصاب ولم تحاول منع ذلك، لأنها تعلم أن هذا الحادث سيسعد الشعوب العربية، ويقضي علي فكرة التوريث التي كانت تعارضها لعدم اتفاقها مع الديمقراطية التي تشجعها، أما الرجل المهذب الشجاع الزعيم «حسن نصر الله» وقد نصره الله وخلصه من أعدائه، فإنه رغم ذلك لن يتخلي عن أدبه وأخلاقه ولن يظهر الشماتة فيمن أظهروها له عند ضرب لبنان، بل سيترحم عليهم ويطلب من الله لهم المغفرة

التوقيع: المستشار محمود رضا الخضيري

هذا حل يتخيله المستشار محمود الخضيري.. وهو أن نرمي اتكالنا في التخلص من الحكام العرب علي الله.
وهناك حل آخر هو أن تتحرك الشعوب لكي تنال حريتها.. وأن تنال استقلالها الحقيقي وأن تتخلص من حكم هؤلاء الطواغيت الذين يظهرون بطشاً وجبروتاً أمام شعوبهم.. وضعفاً وهواناً وذلاً أمام أعدائهم.
إن حالة الخور والضعف التي يعيشها العالم العربي هي نتيجة طبيعية لغياب الحرية.. والتشبث بالسلطة المطلقة وحكم الفرد وعدم قبول فكرة تداول السلطة بين القوي والأحزاب السياسية

وبالرغم من حالة الغليان التي يعيشها الشارع العربي.. فلا تزال النخبة السياسية تتحرك بشكل فردي.. وحركتها تتسم بالمظهرية بأكثر مما فيها من صدق وجدية.. وكأن كل نقابة أو حزب أو فصيل سياسي.. يريد إبراء ذمته مما يجري علي أرض لبنان وفلسطين.. وهذه هي الآفة التي تعيشها الأحزاب والقوي السياسية في مصر.. وفي عالمنا العربي كله.. وهي غياب الصدق عما نقوله ونفعله.. نحن فقط نجيد فن المزايدة علي بعضنا البعض

0 comments:

Post a Comment

Thanks For your comment
I won't accept any insult in my blog , please keep it clean .
Please smile,life is difficult enough :) !

"Magical Template" designed by Blogger Buster